جيرالد عنان فورسون: الثورة وصناعة الصورة في غانا ما بعد الاستعمار (1979-1985)

نظرة عامة

لطالما كان دور الفوتوغراف والمصورين محورياً في الثورات والتحولات الاجتماعية في الجنوب العالمي، حيث رسموا الطرق التي يخوض فيها المعنيون ويفهم فيها المراقبون الخارجيون التحولات الاجتماعية. يرى الجمهور الثورات بأعين صنّاع الصورة، ومع انتشار الانقلابات والثورات والانتفاضات في العالم المتحرر من الاستعمار في منتصف القرن العشرين، تولى المصورون دور العدسة التي يرى العالم من خلالها الأحداث المفصلية، إما كتعبير عن الأمل الشعبي أو الصراعات السلطوية. يستطيع نمط الصورة وبنيتها وزاويتها أن يروي قصة الثورة نفسها إما كانتفاضة نحو التغيير الإيجابي أو الفوضى العنيفة. طوّر المصورون العاملون في عواصم العالم المتحرر من الاستعمار جماليات غيّرت طريقة فهم الناس للأفكار المتغيرة عن الحرية والتقدم، وتحدّوا بذلك جماليات صناعة الصورة في أوقات الصراع المتفشي حول العالم، فأزاحوا بؤرة التركيز بعيداً عن السياقات الأوروبية نحو الصور التي تسلط الضوء على سطوة الناس وقوة الأحداث وإنسانية الحياة المتباينة في الجنوب العالمي، بحيث من الضروري وضع أعمالهم ضمن سياق الجماليات الراديكالية بالنظر إلى تقاطعها مع الاضطرابات السياسية.

تقدم مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع معهد إفريقيا المعرض الاستعادي الأول لأعمال المصور الغاني جيرالد عنان فورسون (مواليد 1947)، ويتضمن صوراً للثورات السياسية والتحولات الاجتماعية التي شهدتها غانا في العقود الأخيرة من القرن العشرين، في سرد بصري لغانا ما بعد الاستعمار ومعاناتها وتطلعاتها في عالم دائم التغير. يعيد المصوّر تشكيل فهمنا للفوتوغراف كأداة لصناعة الصورة الراديكالية، وذلك من خلال أسلوبه في صياغة الصورة، وتركيز العدسة، والتكرار الشكلي، وعرض الشخصيات، أما صوره السياسية أثناء انقلاب 1979 الذي أوصل الملازم طيار جيري جون راولينغز إلى السلطة وما تلاه من تسليم للحكم العسكري الراديكالي إلى حكومة مدنية منتخبَة، فتغلّف قصص الاضطرابات والأمل التي سادت الكوكب خلال هذه السنوات. تركز أعمال فورسون على الأشكال والصفات التي تقوّض توقعات المشاهد، في حين يضعه التزامه بتوثيق التوهج المذهل والحميمية المطلقة للحياة الغانيّة في حوار مع الجيل الذي سبقه من المصورين الغانيين من أمثال جيمس بارنور وفيليسيا آبان.