المقدمة

فاري برادلي (طهران) وكريس ويفر (لندن) فنانان وموسيقيان تتمحور أعمالهما حول الأصوات والمجتمع. تتنوع تجربتهما الفنية وتشتمل على الموسيقا التجريبية، والراديو، وعروض الأداء، والأعمال التركيبية والنحت، وتسعى إلى كسر الحواجز الفيزيائية والمعمارية الخاصة بالصوتيات والسمعيات. يعمل هذا الثنائي، في ظل تسيّد الثقافة البصرية على المشهد الفني العالمي، على معاينة حاسة السمع كوسيلة لإنشاء ومساءلة مجموعات جديدة من الروابط الاجتماعية بين الموضوع والمحيط المكاني.

تلتقي الخلفيات الفنية المتنوعة للفنانين برادلي وويفر على الاهتمام بتحليل الصوت والأدوات التي يتيحها في سبيل إنجاز تحليل ثقافي واسع النطاق. عملا سوية منذ عام 2006، وأصدرا تسجيلات موسيقية تجريبية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقدما معاً أعمالاً موسيقية أدائية، إضافة لمشاركتهما في معارض جماعية دولية متعددة الثيمات.

يحاضر كل من برادلي وويفر في الصوت والراديو نظريةً وممارسةً في جامعات مثل: كلية لندن للاتصالات، وجامعة كراتشي، وجامعة نيويورك في أبوظبي، وقد نشرا مقالات مطوّلة متصلة بهذا الموضوع خلال فترة إقامتهما في دولة الإمارات، كما أنجزا أعمالاً هامة بتكليف من آرت دبي والسركال أفينيو، إلى جانب نيلهما إقامات فنية في إمارَتَيْ أبوظبي ودبي وإصدارهما تسجيلاً صوتيا|ً (نسخة خاصة بالفنان) بالتعاون مع ذا فينيل فاكتوري، المملكة المتحدة، وقد جرى بث بعضٍ منها عبر راديو بي بي سي.

الملخّص والفكرة

يعمل الفنانان على إنتاج سلسلة قصيرة تتكون من أربعة أعمال إذاعية فنية مدة كل واحد منها 30 دقيقة، وتحتوي على سرد عدد من المواطنين الإماراتيين لذكرياتهم وما طرأ من تغيرات على عادات استماعهم للموسيقا والراديو في الشارقة. سميتزج في هذه الأعمال الفنية الإذاعية السرد مع الموسيقا والتصميم الصوتي الشبيه بأسلوب مونتاج الوثائقي. تستهل السلسة بتسجيل لإذاعة القوات البريطانية (خلال حقبة إمارات الساحل المتصالح) في محاولة لتعقّب رواية المتغير في المشهد الإعلامي في دولة الإمارات عامة والشارقة خاصة. من المقرر إذاعة السلسلة على راديو ريسونانس على تردد 104.4FM في لندن.

المقابلة

1) ما الذي تسعى اقامتكما اكتشافه؟

نبحث بما هو متعلق بالراديو وعادات الاستماع في دولة الإمارات، لقد قمنا بالبحث من منظور تاريخي في بدايات عمليات البث الإذاعي في مرحلة ما قبل قيام الدولة، والدور الذي لعبته الراديو في الوعي الإقليمي والوطني وصولاً إلى أيامنا هذه.

2) ما الذي دفعكما ليكون بحثكما في الشارقة؟

تمتلك مؤسسة الشارقة للفنون مكتبة هامة، ومنها بدأنا هذا المشروع، ومن ثم تطور إلى معاينة التاريخ الشفاهي الذي شكّل جزءاً أساسياً من التجربة. لعبت الشارقة دوراً رئيساً في تأسيس تقنيات البث الإذاعي، وسيكون لها مجدداً دور مستقبلي في ذلك.

3) ما الذي ألهمتكما به هذه الإقامة وما أثرها على تجربتكما؟

لقد حظينا بالوقت والدعم للمضي في مساحات نوليها كثير اهتمام، وهذا لا يقدر بثمن، وبوصفنا فنانا صوت فقد أتيح أمامنا اكتشاف طرق ووسائل لتسجيل التاريخ الشخصي بالعربية والانجليزية، وتطوير أفكارنا على صعيد كيفية تقديم الصوت، سواء عبر الراديو، أو في متحف/غاليري.

4) ما هو الاكتشاف الأهم أثناء إقامتكما؟

قصص البشر، وكيف كان الآسيويين الشماليين يقومون في منطقة الخليج العربي بتسلق أشجار النخيل حاملين معهم الراديو ليتمكنوا من التقاط بث إذاعة آسيا مالالم على تردد الموجة القصيرة على نحو أوضح.

5) ماهي التحديات التي واجهتكما بينما كنتما تعملان على مشروعكما؟

ربما كان ذلك كامناً في تتبع أسماء غامضة ومكتوبة على نحو خاطئ في قصصات جرى جمعها من مصادر متعددة مثل الأرشيفات القديمة والكتب والمقابلات. لقد كنا نقوم بالبحث عن شخص فإذا بنا نفاجئ أنه متوفى، كما كان الجو حاراً جداً، والذي يناسب الاسترخاء لا السفر مشياً على الأقدام.

6) ما هي أهداف ونتائج مشروعكما؟

أحد أهدافه توثيق هذا التاريخ الذي لم يجرِ توثيقه على نطاق واسع ومتسق، وهذا فائق الأهمية. إن المقاطع الصوتية لن تكون بالضرورة ذات مسار خطي، أو وثائق تاريخية بالمطلق. لقد خرجنا بأربعة أصوات لتبث على محطات راديو فنية، الوسيط الذي اشتغلنا عليه لعقد من الزمن. نود أن نصنع تاريخاً للبث يرصد العناصر الأساسية الجغرافية والتقنية والاجتماعية، وصولا إلى اللغات.

7) هل ستعودا إلى الشارقة للقيام بمزيد من المشروعات؟

يشكّل بينالي الشارقة بوابة متطورة وواعدة للفن الجاد البعيد عن التجارية سواء القائم في المنطقة أو القادم إليها. كما تحتل الشارقة موقعاً جغرافياً يتيح دراسة التشابكات الثقافية بين شمال أفريقيا وجنوب وغرب آسيا.. نعم نرغب بأن نزورها مجدداً، فقد أحببنا تاريخها.