لمحة عامة
أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون يوم السبت الموافق 26 نوفمبر 2022 عن أسماء المشاريع الفائزة بمنحة النشر لعام 2022، وهي "راديو التحرير" إصدار مجلة "تشيمورنجا"، و"بين الفرشاة والأرشيف" لعبد الله المطيري، و"أطياف مآثر الأسلاف" لمجموعة رو ماتيريال وتوان أندرو نغوين؛ على أن تساهم المؤسسة في نشر هذه المشاريع وإطلاقها خلال دورتي معرض نقطة لقاء 2023 و2024.
استقطبت الدعوة المفتوحة 400 طلب، أي ما يعادل ضعف طلبات العام الماضي، وجاءت غالبيتها من مصر والهند ولبنان والإمارات العربية المتحدة، إذ شكّلت المشاريع المكتوبة باللغة العربية نسبة 47 بالمئة منها ، بينما احتلت المطبوعات التجريبية نسبة 70 بالمئة من بين الفئات الأخرى. قدّم المشاريع فنانون وكتّاب ومحررون وباحثون ودوريات ومجلات مصورة ومجموعات فنية ومشاريع بحثية مشتركة ومتاحف ودور نشر ومؤسسات ثقافية غير ربحية. وتولّت حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، اختيار الفائزين.
أُعلن عن أسماء الفائزين خلال برنامج الجلسات الحوارية ضمن معرض نقطة لقاء 2022، معرض الكتاب الفني السنوي في مؤسسة الشارقة للفنون، إلى جانب إطلاق مطبوعات الفائزين بنسخة 2021 من منحة النشر وهي "حالة السينما" لبخيتة العامري، و"الحق في الأرض - مسارات عبر فلسطين وجنوب إفريقيا" للفنانين توما بيرلاندا وميغان هو-تونغ، و"كيف تفشل في بناء وطن" لمنصة "فوريست كوريكولم"، وسلسلة أطروحات الفنون (الجميلة) التي تصدرها دار "ريالابل كوبي" للنشر (نهال فيصل وساراسيجا سوبرامانيان).
نبذة عن الفائزين بمنحة 2022
يستعرض مشروع "راديو التحرير" لدورية إصدار مجلة "تشيمورنجا" مفهوم البث الإذاعي والمبادرات الثقافية التي نادت بها حركات التحرر الإفريقية في نضالها ضد الاحتلال والتمييز العنصري في إفريقيا الوسطى والمناطق الإفريقية الناطقة بالسواحلية، ويصور المشروع ارتباط سكان هذه المناطق بالحركات المناهضة للاستعمار على امتداد القارة، على غرار "الناصرية" في مصر وحركات التحرر الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. أسس نتون أدجابي منصة "تشيمورنجا" عام 2002 لتكون فضاء للكتابة والفنون والسياسة لعموم إفريقيا، واتخذت منذ ذلك الوقت أشكالاً عديدة استقطبت مختلف الأصوات من القارة الإفريقية والشتات، فأصبحت بمثابة منصة إبداعية أتاحت للأفارقة عرض أفكارهم الحرة ورؤاهم السياسية حول قارتهم.
يتناول مشروع "بين الفرشاة والأرشيف" لعبد الله المطيري الأرشيف الشخصي للفنان الكويتي خليفة القطان من الخمسينيات إلى آواخر السبعينيات، ومن المزمع نشر 300 نسخة من الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية، بما يسلط الضوء على دور ممارسة القطان الفنية في تجسيد الطاقة التجريبية والثقافة المغايرة والصدامية التي تسيدت بدايات تشكل المشهد الحداثوي في الكويت، ولتشكّل تجربة القطان بوصفه فناناً وكاتباً مقيماً في الكويت، جزءاً من حراك الفن المعاصر في دول الخليج. عُرضت أعمال القطان في مؤسسات عديدة مثل مؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف وايتني للفن الأميركي في نيويورك، ومتحف فريدريكيانوم في كاسل الألمانية.
يركز مشروع "أطياف مآثر الأسلاف" لمجموعة رو ماتيريال وتوان أندرو نغوين على الشتات الفيتنامي-السنغالي الناجم عن المشروع الاستعماري الفرنسي الذي جنّد مقاتلين سنغاليين للقتال إلى جانب الفرنسيين في الحرب "الهندوصينية" الأولى (1946-1954). يعاين هذا الكتاب المجتمعي العلاقة التي نشأت بين هؤلاء المقاتلين والنساء الفيتناميات، وجاء نتيجة التعاون مع مجتمع الشتات الموجود هناك، مسلطاً الضوء على قصص شخصيات نسائية ودورهن في النسيج الاجتماعي السنغالي. يستعرض الفنان توان أندرو نغوين استراتيجيات المقاومة السياسية التي تنتجها الذاكرة المضادة وما بعد الذاكرة، أما مجموعة رو ماتريال، فهي مبادرة فنية تتخذ من داكار مقراً لها، وتضطلع بالممارسات التقييمية، والتعليم الفني، وبرامج الإقامة الفنية، والإنتاج المعرفي، وأرشفة النظريات الفنية والنقد الفني.
منحة النشر في مؤسسة الشارقة للفنون
تدعو منحة النشر المنتجين الثقافيين إلى تقديم مقترحات مشاريعهم في المجالات التالية: الباحثون الثقافيون والفنيون، المترجمون، الكتّاب، المحررون، الناشرون المستقلون ودور النشر المستقلة، والمجموعات الفنية، والمنظمات غير الربحية. يجب على المشروع أن يساهم في إنتاج أفكار أصيلة وتفكير نقدي، مع ضرورة اتباع مقاربة مبتكرة وتجريبية في النشر.
تلتزم المنحة بدعم المواد المطبوعة المميزة من حيث مواصفاتها الفكرية والمادية والغرافيكية، على أن تكون المشاريع النهائية بنسخ ورقية، مع التشجيع على إصدار نسخة إلكترونية أو إتاحة إمكانية قراءة المشروع رقمياً.
تقدم مؤسسة الشارقة للفنون جائزة نقدية قدرها 30,000 دولار أميركي لعدة فائزين، بالإضافة إلى المساعدة في النشر والتوزيع.