نظرة عامة

ألفريدو جار مهندس معماري ومصور فوتوغرافي ومخرج سينمائي، وهو معروف بتقديم أعمال فنية في مختلف الميادين، تسلط الضوء على قضايا أغفلتها وقمعتها الجهات الرسمية وتلك العابرة للحدود النافذة والمستغِلة. يقدم الفنان من خلال مقاربة قضايا اجتماعية وسياسية مهمة وإشكالية مثل الإبادة الجماعية وتشريد اللاجئين، مدخلاً ورؤية إنسانية لهذه الظواهر كثيرة الشيوع التي نادراً ما تتطرق إليها وسائل الإعلام الإخبارية الرئيسية.

يقدم جار بتكليف من بينالي الشارقة مشروع "33 امرأة" (2019-2014) الذي يعد امتداداً لمشروعه المتواصل الرامي إلى إبراز أدوار نساء استثنائيات. وعبر تسليط الضوء بكل معنى الكلمة على بورتريهات تلك النساء، يركز الفنان على الأعمال واسعة النطاق التي قدمتها هذه الشخصيات الرئيسية بعيداً عن الأضواء. ورغم أن مشروع جار تم عرضه للمرة الأولى عام 2010 واشتمل حينها على بورتريهات لثلاث نساء فقط، إلا أنه سعى إلى توسيع المشروع من خلال عروض تقديمية مؤسساتية متلاحقة لتصوير حيوات 100 امرأة مهمة على الأقل. ومن بين النساء اللواتي شملهن المشروع: الناشطة العمالية كالبونا أكتر المناضلة في سبيل منح العمال فضاءات عمل آمنة وذلك انطلاقاً من تجربتها حين كانت طفلة عاملة في مكان ينتهك حقوق العمال، كما يشتمل المشروع على بورتريه للمحامية والصحفية الناشطة في مجال حقوق الإنسان رزان زيتونة التي كرّست جهودها للدفاع عن ضحايا الأعمال الوحشية التي ترتكبها الحكومة السورية. ورغم الإسهامات المدنية الجليلة والخدمات القيّمة التي تقدمها تلك النسوة كقائدات يشكّلن قدوة في حقول عمل كل واحدة منهن، والتي تشتمل على حقوق الإنسان والعنف الجنسي والرقابة والاضطهاد العرقي وغيرها من القضايا، لم تنل العديد منهن حتى الآن القدر الكافي من تقدير الرأي العام وما زلن مهمّشات، ويعد مشروع جار تحية إكبار لجهودهن.

مواضيع ذات صلة