التنين الملك على صخرة الكبرياء الناعسة(2019)

نظرة عامة

تتقصى أناوانا هالوبا في معظم أعمالها الفنية الظروف الاجتماعية والاقتصادية والأيديولوجية والثقافية التي سادت خلال مرحلة ما بعد الاستقلال والتغيرات المتسارعة التي شهدها مفهوم الذاتية الذي ظهر مع العولمة. تستكشف هالوبا في بينالي الشارقة 14، حضور الصين في أفريقيا وأثر ذلك على حيوات عامة السكان في زامبيا على وجه التحديد. ونظراً لانجذابها إلى اهتمام وسائل الإعلام مؤخراً بـ "اختراق" الصين للبلدان النامية، تبرز هالوبا أوجه التشابه بين الوضع الراهن والعلاقات التي نشأت بين الصين والقارة الإفريقية إبان حقبة الحرب الباردة.

وعبر سياسات التعاضد أو "الصداقة الاقتصادية"، أسهمت الصين من خلال إنشاء سكة تازارا الحديدية في تشكيل جبهة موحدة لحماية سيادة إفريقيا التي نالت استقلالها حديثاً. ويعتبر هذا المشروع الذي أنجز بين عامي 1968 و 1975 أول مشاريع الصين وأكبرها في مجال البنى التحتية في إفريقيا واصلاً زامبيا التي تفتقر إلى أي منفذ بحري مع البحر، ما حرر البلاد من الاتكال على إيان سميث الذي تولى منصب رئيس وزراء مستعمرة رودسيا من جهة وسكك جنوب أفريقيا وموانئها إبان نظام التمييز العنصري (الأبارتايد) من جهة ثانية. وتم النظر إلى سكة تازارا الحديدية إفريقياً بوصفها خطوة مناهضة لنظام التمييز العنصري، ورمزاً للحرية وفعل مقاومة ضد قوى الإمبريالية والاستعمار والاستعمار الجديد.

ويعد عملها الفني "التنين الملك على صخرة الكبرياء الناعسة " (2019) عملاً تركيبياً مستنداً على الرحلات التي قامت بها هالوبا إلى سكة تازارا الحديدية. ومن خلال زيارتها لمحطات قطارات واستقلال قطارات قديمة، سجلت محادثات مع مسافرين دارت حول دور الصين السابق والحالي في إفريقيا. كما أعادت تصميم بطاقات بريدية وخريطة للطريق الممتد من بلدة كابري مبوشي إلى دار السلام، واستكشفت مجدداً مرحلة التحرر في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين من خلال الأغاني والرسم، ومدت جسور التواصل مع حركة الربيع الإفريقية. ويسبر العمل بعينٍ نقدية حضور الصين المعاصر في القارة الإفريقية لفهم مبادرة الصين التي حملت اسم "حزام واحد طريق واحد" ويعزى لها الفضل في إنشاء ممرات برية وبحرية تصل جنوب شرق آسيا مع أوروبا الشرقية وإفريقيا (وتؤثر على 71 بلد). وغير بعيد عن مشروع هالوبا، يدور عمل الفنان شو تشن حول السيطرة الخفية لوسائل الإعلام الصينية وأثر هكذا تضييق على فهم مواطنيها للعالم.