نظرة عامة

مع دراسة النزاعات الأنطولوجية وتقاربها مع دراسات العدالة المحلية والبيئية والاجتماعية، يربط العمل التركيبي لألين بايانا في بينالي الشارقة 14 بين بناء محطات الطاقة الكهرمائية في البرازيل ولبنان، حيث يعرّض كلاهما الأنهار ومناطق التنوع البيولوجي التي ترفدها للخطر. يعدّ نهر تاجابوس في البرازيل الرافد الرئيس والوحيد لنهر الأمازون الذي لا يزال بحاجة إلى إنشاء سد عليه، وهو قدر محتوم يمكن أن يسبّب تأثيراً اجتماعياً وبيئياً وكونياً قاسياً. وفقاً لمعتقدات المجتمعات المحلية، فإن النهر محمي بواسطة ثعبان، ومدينة مسحورة في قاع النهر تعدّ المكان الذي يجتمع فيه الناس الذين يمتلكون قدرة على التحول تمكّنهم من لقاء كائنات مسحورة. وبالمثل، يمر نهر إبراهيم في لبنان عبر وادي أدونيس، الذي سمّي على اسم الإله الفينيقي المقتول. وفقاً للأسطورة، يتحوّل النهر إلى اللون الأحمر مرةً في السنة بسبب دم أدونيس، وهو تحوّل تفسره التربة الجبلية الغنية التي تحملها أمطار الشتاء. ويحذر المختصون من أن إنشاء السد على النهر يزيد من مخاطر الزلازل، ويعرّض المخزون المائي لمدينة بيروت إلى الخطر.

يتفاعل العمل التركيبي مع الطبيعة والمعرفة الموجودتين في المكانين. في "تحالف لأجل عالم مشمس أو ثعبان قوس قزح ينساب إلى الأنهار الحرة" (2019)، يتدفق زورقان مع الماء، ويخلقان ظروفاً مثالية لملاحظة انعكاس الثعبان المسحور أثناء الاستماع إلى تصريحات من مجتمع تاجابوس. في "سد جنة" أو "القتل الثاني لأدونيس" (2019)، تحتوي بركة على عناصر من وادي أدونيس، من بينها السراخس والحجارة المنقوشة بأفكار السكان عن الأضرار الناجمة عن بناء السد، والأساطير الرومانية وأسماء النباتات المحلية. تعمل الأفلاج، وهي نظام ري إماراتي تقليدي يستخدم الجاذبية لتوزيع المياه، على ربط النهرين في عمل بايانا.

بيانا ممتنة للدعم الذي تلقته من المجتمعات المحلية في البرازيل ولبنان، وجمعية حماية جبل موسى، ممّن شاركوها وجهات نظرهم وكلماتهم/عوالمهم.

مواضيع ذات صلة

ألين بيانا: أعمال متعددة (2019)

ألين بايانا

تكشف أعمال ألين بايانا عن أهمية الإضاءة على تاريخ الآخر، سواء داخل قوى الحكم الاستعماري المهيمن أو ضده، مركزة على الصراع الوجودي في مقاربة الدراسات المتعلقة بالعدالة المحلية والنسوية والعرقية والبيئية والاجتماعية.