رياح كمداء

نظرة عامة

توظف هيجيو يانغ في عملها التركيبي الأشياء الجاهزة كالمراوح والمرطبات والستائر المعدنية ورفوف الملابس ومواد البناء، وتقوم بتعديل طبيعتها عبر المواد التي تعثر عليها والألوان والأشكال اليدوية والكوريغرافيا الحسية. وفي صميم هذه الأعمال، غالباً ما نجد تماساً فريداً مع التجربة البشرية، من خلال إسباغ سمات الراهنية والمكانية عليها. ففي عملها "رياح كمداء" (2015) تنطلق الفنانة من التاريخ الجيو – اقتصادي المتداخل لبلدها كوريا ومنطقة الخليج منذ السبعينيات من القرن الماضي، حيث قام عشرات آلاف العمل الكوريين بالمساهمة في بناء منشآت النفط التي تقود السياسات الاقتصادية في وقتنا الراهن.
وفي مشروعها، نرى هيكلاً معدنياً قائماً بذاته يمتد عبر فناء بيت العبودي، وكل واحد من محاور هذا البناء مغطى بالصفائح المعدنية المموجة أو المشبكة، مما يخلق توازياً بين الشفافية والغموض، بين الأفق المفتوح وذلك المسدود. وبين هذا البناء المعدني والحجرات المحيطة به، وغير المكتملة البناء، تضع الفنانة العديد من المنحوتات المصنوعة من مواد بناء اعتيادية، بما في ذلك ألواح فتحات التهوئة الصناعية، والتي تستفيد من حركة الرياح، مثل أبراج الرياح التقليدية في الشارقة. وفي قلب هذا العمل التركيبي الشبيه بالمتاهة، يتم تحويل إحدى المساحات إلى مساحة داخلية خاصة مفروشة ومسقوفة بالعريش، وبأوراق الصحف المحلية المتعددة اللغات، مع بث تلفزيوني عبر الأقمار الصناعية لتلفزيون كوري، وهذا كله يجتمع تحت مظلة صوت واحد يتأمل في القوى المتعددة التي أوصلتنا إلى هذا المكان.


شارك هذا العمل في بينالي الشارقة 12.