نظرة عامة

لطالما اشتهرت تجارب كيدلات تاهيميك الفنية بكونها نماذج تجسد السينما الثالثة، وتعمل على تعزيز مقاربة من شأنها تحرير السرد القصصي من ضرورة وجود زمن وحيد أو نهاية واحدة. وترتكز مقالاته (التي يترجمها من خلال الأفلام والعروض والمنحوتات) على علاقات نقدية قائمة على الاحترام العميق، مع مجتمع الفلبين المكون من السكان الأصليين لسلسلة جبال كوردييرا- بوصفه أباً وزوجاً وصديقاً ومعلماً. ويتصدى فنه للبنى الاجتماعية السياسية للسرد القصصي التي تتضمن القيم التنظيمية الثقافية للذوق والسلوك العام والمواقف السائدة.

ويعكف عمله الفني "صدام عاصف بين إلهتين من آلهات الريح" (الحرب العالمية الثانية- حرب الثقافة الألمانية العنصرية المديدة) (2019)- الذي يعد أول عرض نحتي أساسي يقدمه الفنان في صالة عرض مهمة- معايناً ثقافة الاستهلاك التي تهمل الحياة المحلية والخبرات لصالح ألق هوليوود وإبهارها (أحدث تجسيد للاستعمارية الغربية وقيمها). وفي العمل الذي يعرضه تاهيميك في بينالي الشارقة 14، تظهر شخصية إنهابيان الملحمية المعروفة في منطقة ايفوغايو على أنها نفس شخصية إلهة الريح في ايفوغايو التي تلقت الزيت المقدس، والتي تتضرع إليها مجتمعات السكان الأصليين التي تنشد الحماية من الأعاصير. وتمثل إنهابيان هنا الحامي من أمواج المد البحري (تسونامي) القادمة والمكونة من كل ما هو أميركي والتي تبدو على هيئة مارلين مونرو. وتلعب المساحة الشاسعة التي يخصصها التركيب النحتي لهذا الموضوع دوراً في إبراز التزام تاهيميك بالتنوع المتشابك للإنتاج الإنساني والموطن الطبيعي، والفكرة الداعية إلى الانسجام مع الآخر والبيئة [أنا موجود في الآخر]- وتنصله المقلق من مجتمع مخدوع بالاحتياجات العصرية (المزعومة)، والتي أفرزت سلوكيات لا حصر لها، تقوم جميعها على القمع والألم والعنف. ولهذا الهاجس أن يكون مهووساً أيضاً بفكرة تسليم أمر الحصيلة الأخيرة إلى الكون، أي بروح تتغنى بالمهارة الارتجالية، وقدرة متأصلة للتغلب على التغيير الدائم، وموقف مغاير للمفهوم الحالي لـ "التغيير المزلزل" الذي يمكن رؤيته من خلال عدسات الابتكار التكنولوجي.

مواضيع ذات صلة