نظرة عامة

يعدّ عمل سيسيليا مترسخاً في الممارسة التشاركية والمخيلة الحوارية كمظاهر للاحتفاء بالتعاضد والمستقبل المشترك. وقد عملت تريب مع إدوار غليسون، حيث ظهر هذا التعاون جلياً في فيلمها "صنع التاريخ" (2008)، الذي عملت فيه كارين ماكينون مخرجة مساعدة، فيما استوحت فيلمها "صنع الأميركيين" (2004) من رواية جيرترود شتاين، وحمل الفيلم عنوان الرواية نفسه، كما استوحت الفيلم من أول أوبرا أّلفهتا شتاين وحملت اسم "أربعة قديسين في ثلاثة فصول". وتنظر تريب إلى عالم السينما على أنه أحد طقوس الفرار والهجرة، كطقس يتخطى الميادين والفضاءات الاستعمارية لليقين، ووفقاً لكلمات الفنانة: السينما "طقس يقع بين النور والعتمة، وفي الفعل الجماعي بين أن يكون الإنسان مرئياً أو غير مرئي".

وفي عملها الذي تقدمه في بينالي الشارقة 14 بناءً على تكليف من البينالي ويحمل عنوان "حتى النجوم تبدو وحيدة" (2019)، توظف تريب "الدنيوية كصلة مغناطيسية" في عمل تركيبي سينمائي ونحتي تم إنجازه كثمرة لحوار مع عدد من المتعاونين. وفي مصنع الثلج في كلباء، تقدّم الفنانة عملاً تركيبياً سينمائياً خماسي القنوات على هيئة مخمّس، وتتيح للزوار الدخول إلى كل زاوية من زوايا العمل عبر مداخل خاصة. ويتكرر هذا الشكل في منحوتة نحاسية تحمل اسم "الكويكب" (2019) موجودة في مركز الشاشات. ويستقي الفيلم أفكاره من نصوص عديدة، ويفيض بالشعرية مع زاكيشا ومدينة بورليسون و"بي إل إم تورنتو" بالتعاون مع العالمة المتخصصة في العلوم الكونية رينيه هلوزك (جنوب أفريقيا/ معهد دنلاب، تورنتو) والمعتمد على كتابات وبحوث المؤرخ والعالم السنغالي المناهض للاستعمار شيخ أنتا ديوب. وتترافق الأنغام التي ألفها روبرت ايكي أوبري لوي وتصدح بها حناجر مجموعة من المنشدين مع عروض مدير العروض الراقصة ديفيد هاملتون طومسون وبطل الملاكمة العالمي السابق مايكل أولاجيد الابن، لابتكار تجربة بدنية تطبق وتستكشف فضاءً كلامياً جماعياً يتخطى ضرورات السيطرة أو التسيّد ويزدهر عوضاً عن ذلك في فضاءات حافلة بالشفافية والمفاجآت التي لا يمكن التكهن بها. وتصف تريب هذه العملية على أنها "كويكب يتحطم في مصنع ثلج، ليبلور السيولة ويحولها إلى شكل ثابت".

مواضيع ذات صلة

حتى النجوم تبدو وحيدة (2019)

سيسيليا تريب

ترتكز العروض التشاركية الغامرة التي تقدمها كاسيليا تريب، والأعمال التركيبية الفيلمية، والمنحوتات الصوتية، والتصوير الفوتوغرافي، والرسومات واسعة النطاق على ما يسمّيه إدوارد جليسانت "شاعرية العلاقة".