نظرة عامة

في مشاريعه التي تشتمل على الفيديو والرسم والتركيب ومشاريعه المشتركة، يوظف روسليشام اسماعيل (المعروف ب إيسي) اللغة العامية الدارجة بهدف تشريح الجذور الثقافية المتشابكة للمكان والتي غالباً ما تكون بديلة. وفي عمله الفني "كرونولوجيكال"(2019)، يرسم إيسي خريطة لأصوله الثقافية ويقدم تاريخاً شخصياً لمملكة كلنتن (أحفاد لمهاجرين يمنيين)، والموجودة في شبه الجزيرة الشمالية الشرقية لماليزيا. وصل العرب في القرن التاسع أرخبيل الملايو- المعروف حالياً بكلٍّ من ماليزيا، والفلبين، وأندونيسيا، عندما عبر التجار المحيط الهندي من حضرموت في اليمن. كما استقر أفراد هذا المجتمع البدوي العابر للبحار في شرق إفريقيا وشبه القارة الهندية، من المغرب إلى موريتانيا، وحتى في أوروبا والصين. ونجح هذا المجتمع جراء انخراطه في التجارة والمنح الدراسية والدبلوماسية ولاحقاً دخول عالم السياسة المحلية، بأن يكون مؤثراً عبرالزواج، وغالباً ما أدعى أفراد هذا المجتمع وجود رابطة نسب للحصول على مزايا من مجتمع النبلاء المحلي.

يستعين الفنان في عمله التركيبي بتاريخ شفاهي تمّ تسجيله في مجتمعه المحلي بمساعدة الأصدقاء والعائلة، ومدرسين ريفيين وعجائز من القرى والأئمة والمؤرخين لابتكار تركيب مصنوع يدوياً، مكون من تذكارات منمنمة ورسوم متحركة وسجلات تاريخية ودراما نصية. وتوضح هذه الأعمال وتروي الصراعات والادعاءات المختلفة لهذا الإقليم الإسلامي الحاضر بين الممالك القديمة في مملكة سيام (المعروفة حالياً باسم تايلاند) وسلطنة ملقا (المعروفة حالياً باسم ماليزيا). وبالاعتماد على ذكريات شخصية وإيماءات مبطنة، يعمل إيسي على تذكيرنا بأن رسم خرائط للزمن لا يمكن أن يكون منطقياً وخطياً وحتمياً أبداً، وأن مثل هذا الجهد يدعم تقاليد الملاحم الأسطورية القديمة وحكايا الأطفال- ويتحدد التاريخ من خلال الأصوات التي يتردد صداها بما يتخطى المجلدات المركزية المتعلقة بالعقيدة والأوساط الأكاديمية.

مواضيع ذات صلة