المطهرات الذوقية الهادرة (2019)

نظرة عامة

غالباً ما تظهر أعمال هيثر فيليبسون كسلسلة مترابطة ومنظمة مكانياً، وهي المكونة من فيديوهات معروضة على شاشة واحدة أو عدة شاشات، ومواد يتم إنتاجها بكميات ضخمة، وصور مأخوذة عن الإنترنت، ولازمات صوتية متكررة، ونصوص مكتوبة وأخرى شفاهية، وصورغرافيك مطبوعة ورقمية. ومن خلال تقنيات التضخيم والتلاعب بالموسيقا والمزج والتكرار، تشكل فيليبسون تسلسلات هرمية من المواد والأفكار، تأبى الانضواء تحت أي منظور موحد، وتنحاز عوضاً عن ذلك إلى النتائج التي لا تتفق مع المقدمات، والخروج عن السياق والانتقال المفاجئ من جزئية إلى أخرى. ويتكرر ظهور بعض المواد المبتذلة والرتيبة، مثل علامات الاستفهام، في مسعى لتخريب الترتيب المعياري. ويتم تحليل الأزمات الصغرى والكبرى وتجزئتها، علاوة على تأطيرها في أشكال وتراكيب ملموسة لتتم مناقشتها، اعتماداً على مراجع ثقافية وردود أفعال عاطفية مشروطة متبادلة. وتؤول المعرفة الكلية إلى شعور بتلاشي القدرة على التلقي، والإحساس بوجود تهديد كامن- وعادة ما يكون مصدر التهديد الأنظمة واللغات التي تنظم الأجساد والأفكار، وتلك التي تشتتها. تغري أعمال فيليبسون غالباً بالدخول إلى عوالم ومخلوقات وأشياء فانية أخرى، قد تكون موجودة خلف المركزية البشرية الجامدة، ساعية لأن تصبح "غريبة" من خلال دمج الأعمال الفنية القديمة والحديثة والمأساة والملهاة والشعر بوصفها غرائبية ايروتيكية.

وفي عملها الذي تشارك فيه خلال بينالي الشارقة 14 بناءً على تكليف من البينالي ويحمل اسم "المطهرات الذوقية الهادرة" (2019)، تنظر فيليبسون إلى القاعتين المتناظرتين الموجودتين في بيت المكراني التراثي بوصفهما مناخين متناقضين، واحدة فارغة من أي أثاث ولونها بلون الفحم، فيما القاعة الثانية غارقة بالأثاث والعفن الأسود، وهو عنصر متكرر فائض عن المكان يرمز إلى المشاكل التنفسية والمناعية وما يطلق عليه اسم "متلازمة المباني المغلقة". وبين القاعتين، يصبح الفناء وسيطاً هشاً. وعلى جانبي المساحة الفاصلة، يوجد خبز وحصر مصنوعة من أشجار جوز الهند وتراب ومخلوقات مائية وطائرة ومناشف مكدسة، إضافة إلى وجود عروض لمقاطع فيديو متكررة إلى ما لا نهاية، وأصوات أجراس ضخمة مشوهة وصادحة، وزقزقة عصافير بليدة، وأمطار غزيرة وكونشيرتو بيانو ممسوخ، وتتحول مواقع بيت المكراني الثلاثة الملتصقة إلى ثلاثة ألواح من النباتات المتسلقة والإفرازات السامة.