تجاوزات (2019)

نظرة عامة

غالباً ما تُظهر أعمال شيزاد داوود روايات استكشافية تعتمد على الكوسمولوجيات (العلوم الكونية) التاريخية لتكوين ترابط عبر خطوط بعيدة المدى من البحث، والمواقع الجغرافية والمجتمعات. يستكشف عمله "تجاوزات" (2019)، وهو تجربة واقع افتراضي غامرة، وعمل تركيبي، "المنطقة الرمادية للملكية" والأفكار المصاحبة للسيادة، والملكية الخاصة وسياسات المساحة في لاهور وكراتشي. يشير مصطلح "تجاوزات" إلى رد الفعل العنيف ضد ما يسمى "الهياكل غير القانونية" المبنية على البنية التحتية الخاصة والحكومية الموجودة. وتؤكد هذه الهياكل الافتقار إلى الحيز الاجتماعي داخل قوانين ملكية الأراضي الخاصة والعامة، والاحتياجات غير الكافية للسكان ككل.

من العناصر الأساسية في تجربة الواقع الافتراضي هو المبنى المقترح لسفارة الولايات المتحدة في كراتشي، والذي أمضى داوود سنواته في إجراء أبحاث مكثفة حوله. صممه المهندس المعماري ريتشارد نيوترا في خمسينات القرن الماضي، والمبنى الآن في حالة ملتبسة، حيث لم يكتمل إلا بعد أن نقلت باكستان عاصمتها إلى إسلام أباد، ثم طلبت تحسينات مستمرة لتلبي المعايير الأمنية الدبلوماسية الأميركية المتطورة إلى أن تم بيعه من قبل وزارة الخارجية الأميركية في عام 2014. في رحلة العالم الافتراضي إلى ومن أمام "السفارة"، يمّر المشاهدون عبر بيئات موازية مختلفة مثل فيروزون في لاهور، وهي مكتبة شهيرة تعود إلى الحقبة الاستعمارية تأسست عام 1894؛ ومعبر سري إلى سنوات ولاية روتالد ريغان. ومحل ألعاب الفيديو المليئة بالدعاية المعادية للسوفييت.

يستعيد كل مشهد مميز من حيث الأسلوب نوعاً من الألعاب، ويتخلله مسار صوتي مختلف عن المشهد الموسيقي الباكستاني في أواخر الستينيات للموسيقيين المسلمين والمسيحيين، الذين استوحوا إلهامهم من موسيقى الراغاز الهندية الكلاسيكية، وصوت الطبقات الذي ابتكره فيل سبيكتور وبريان ويلسون. يتم تقديم أعمال الواقع الافتراضي في سياق منسوجات داوود المميزة وورق الجدران المصممة بشكل خاص لأنماط الرخام (تيراتزو) المعشّق رقمياً، والتي تشير إلى الاستخدام الواسع النطاق لكسر الرخام منخفض الدرجة في سفارة الولايات المتحدة في نيوترا، وأماكن الألعاب في الثمانينيات وأماكن أخرى من باكستان.