نظرة عامة

تدور أعمال أحمد فؤاد عثمان غالباً حول استغلال السلطة وفقدان الذاكرة التاريخية وتهدف إلى تحدي السرديات النمطية المبتذلة. ويعتبر عمله الفني إنريكي من إقليم ملقا: مشروع تذكاري (2016- 2019) عملاً تذكارياً خيالياً مستنداً إلى أدلة تاريخية ومقابلات أكاديمية وتسجيلات دينية شفاهية. ويقدّم عمله المتضمن أعمالاً تركيبية في الفيديو والرسم والنحت، وثائق وعملات نقدية وأسلحة وملابس من القرن السادس عشر، وليعمل من خلاله على إعادة بناء شخصية مفقودة وأرشيف ضائع لإثارة جدل حول هوية رجلٍ تحتفي به حالياً كل من ماليزيا وأندونيسيا والفلبين.

اكتشف عثمان شخصية إنريكي من ملقا في رواية صدرت عام 1985 للكاتب هارون أمين أوراسيد، واطلع الفنان من خلالها على حكاية مغايرة عن أول رجل أبحر حول العالم. ورغم أن هذا الإنجاز عادة ما يتم نسبه إلى المستكشف البرتغالي فرناندو ماجلان، لكن العالم الفينيسي أنطونيو بيغافيتا الذي رافق ماجلان في رحلته هذه دوّن وفاته المبكرة خلال صراع مسلح في جزيرة ماكتان في تاريخ 27 أبريل 1521. وبناءً على ذلك، فإن ماجلان لم يكمل قط رحلة إبحاره حول العالم. وكان إنريكي مرافقاً لماجلان في هذه الرحلة بعد أن أسره الأخير في ماكتان واتخذه عبداً له عام 1511، وتم التحقق من هذه الحقيقة من خلال وصية المستكشف الأخيرة وشهادته التي من خلالها وهب العبد حريته عقب موته، لكن ما حل بإنريكي في ماكتان بقي غير معروف، ويشكل غياب حقائق موثقة حول هذا الأمر إرثاً أسطورياً تاريخياً بما يتعلق بهويته وولائه وسمعته.

وفي العمل الفني الذي يقدمه خلال بينالي الشارقة 14، يطرح عثمان أسئلة عديدة حول إنريكي، من بينها أسئلة حول مدى استحقاقه للقب أول إنسان يدور حول الأرض. ومن خلال تطوير سردٍ مستندٍ على مصادر مأخوذة من مناطق جغرافية متداخلة تاريخياً وثقافياً، يتساءل الفنان حول الطريقة التي تتم فيها كتابة التاريخ، ليس هذا فحسب وإنما أيضاً عن الجهة التي تحدد قيمة ما يحفظه التاريخ. وينسجم تركيز عثمان على إنريكي من ملقا ومكانته في التاريخ مع فيلم "صناديق الشحن #1: ذكريات الإفراط في التطور" لكيدلات تاهيميك، والذي يتم عرضه أيضاً في بينالي الشارقة 14.

مواضيع ذات صلة