نظرة عامة

بوصفها كاتبة ومصممة عروض أداء، تستكشف ممارسة آني دورسين تقاطع الخوارزميات والأداء الحي. تتمحور ممارساتها حول بنية جرى توليدها من الكمبيوتر وعملت على تطويرها لتخلص إلى ما أطلقت عليه "المسرح الخوارزمي"، حيث يعمل رمز الكمبيوتر المصمم حسب الطلب في الوقت المناسب بدلاً من الممثلين الحقيقيين. من خلال التعاون مع الخوارزميات كشركاء مبدعين، يسمح الفنان لهم بحرية الأداء ودون إشراف. وقد ساعد هذا العمل في إعادة التفكير في الفئات التي تحدد المسرح، وإعادة معاينة وجود الجسم وتنظيم الوقت، واستكشاف كيف تخلق التقنيات الرقمية غموضاً جديداً حول القدرة والتمثيل والتجسيد. بالنسبة إلى دورسين، من المهم عدم الخلط بين المسرح الخوارزمي والأداء متعدد الوسائط، والذي يتضمن عادةً المواد المسجلة مسبقاً أو يستخدم الفيديو كمساحة بديلة للتمثيل. بدلاً عن ذلك، فإن الخوارزميات لا تهتم بالنماذج أو التمثيل؛ بل تبدأ مع البيانات، ومن خلال التحولات أو عدد قليل من القواعد، فهي تعمل على التنويع في الصورة المتحركة للنتائج.

ويعدّ تكليف بينالي الشارقة 14 لدورسين المعنون بـ "شمس لا نهائية" (2019) استكشافاً ساخراً لـ"روحانية مصطنعة"، حيث يكون هناك أحد عشر جهاز كمبيوتر محمول مبرمجاً بشكل عفوي ومستقل ومستمر لترديد مزيج من الكلمات (المانترا) الروحية الحقيقية والمنتجة بواسطة الخوارزميات. بالاعتماد على تقاليد الدعوة الروحية، والصلاة العالمية، والعلاقة بين اللغة والعقل، حيث يستعين هذا العمل التركيبي الأدائي شبه الآلي بمصادر خارجية ويتم بوساطة الأجهزة الرقمية التي أصبحت مستودعاً عقلياً لهذه اللحظة المعاصرة. هنا تبحث دورسين عن الاختباء الروحي في كل مكان من العالم الرقمي، وقدرته على تسخير الاحتمال والفرصة، للغة المتولدة عبر الخوارزميات إلى التكلم بألسنة، وتقنيات التحليل النفسي التي تستنتج الحقيقة من الأتمتة، وقدرة العالم الرقمي على تفكيك اليقنيات القديمة التي تفصل بين الحقيقة والوهم.

مواضيع ذات صلة