كيرونكونغ كونكورديا (2019)

نظرة عامة

يقدم جومبيت كوسويدانانتو أثناء بينالي الشارقة 14 عمله الفني "كيرونكونغ كونكورديا" (2019) بناءً على تكليف من البينالي، ويستكشف العمل تاريخ أندونيسيا الاستعماري. يسلط العمل الضوء، من خلال ذاكرة مشتتة وبقايا ألحان شعبية، على الجشع والرغبة في الهيمنة الاجتماعية، ويعتمد في مراجعه على نادي مدينة باندونغ الاجتماعي "سوسيتيت كونكورديا" الذي لعب دوراً أساسياً في نشر موسيقا الكيرونكونغ، وهي نمط موسيقي طوره الأوروبيون من أصول أندونيسية، لكن جذورها تعود إلى موسيقا فادو البرتغالية (جلبها العبيد إلى أندونيسيا بحلول القرن السابع عشر)، ونظراً لاعتبارها موسيقا الطبقة الدنيا أثناء الحقبة الاستعمارية، أضحت موسيقا الكيرونكونغ في نهاية المطاف رافداً هولندياً مهماً للثقافة.

تاريخياً، تم فصل رواد نادي "سوسيتيت كونكورديا" عنصرياً بناءً على العِرق والطبقة الاجتماعية، ما أدى إلى تقسيم المجتمعات الهولندية والأندونيسية والصينية والمجتمعات المختلطة، رغم أن موسيقا الكيرونكونغ تدين بإرثها إلى هذه المجموعات القائمة على التمييز العنصري. وكان هذا النظام القائم على الممارسات التي تحكمها الامتيازات والانحياز قاعدة للعنف الذي سيلتهم أندونيسيا بعد سنوات. وبرغم استقلال أندونيسيا في العام 1945، تواصلت الصراعات العنيفة بين القوميين الأندونيسيين والأمبراطورية الهولندية. وغالباً ما تم تأطير الصراع على أنه صراع على الوطن [الأرض والمياه]، وهو مفهوم عميق لـ "مسقط الرأس" بالنسبة إلى المجتمع مختلط الأعراق، والذي يتضمن جنود الجيش الملكي الهولندي من أصول أندونيسية إفريقية (أعضاء مجموعة "الرجل الهولندي الأسود"- من الهند الشرقية الهولندية) الذين جرى إرغامهم على الهرب من الأرخبيل.

ويعرض المشروع ثريا زجاجية كبيرة على هيئة طائر والتي تكون قد وقعت على الأرض وتهشمت جزئياً. ويرمز هذا المشهد إلى الذاكرة المشتتة لأفراد مجتمع الكيرونكونغ كونكورديا والذي ينعكس أيضاً في الصور المتلاحقة والسجاد المتحرك في هذا العمل التركيبي، بهدف نقل تجاربهم وأرائهم كمواطنين ورعايا وجنود في الجيش الملكي الهولندي. وكل هذا يعتبر دليلاً على الرغبة في التحرر من الارتباط بـ "الأمة". ورغم أن كوسويدانانتو يركز على نادي مدينة باندونغ الاجتماعي، فإن عمله الفني "كيرونكونغ كونكورديا" يخاطب تجارب اندماج أشمل بوصف المندمجين"رعايا أكثر من مستعمِر". كما يتضمن البينالي تجربة أخرى تتحدث عن المجتمع الخاضع لأكثر من استعمار (بين فيتنام والسنغال) قدمها الفنان توان أندرو نغوين.