خطوط خارجة عن القانون

نظرة عامة

حددت "عملية أوسلو" ثلاثة أنواع من المناطق داخل الضفة الغربية وهي المنطقة (أ) تحت السيطرة الفلسطينية، والمنطقة (ب) تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي والمدنيين الفلسطينيين، والمنطقة (ج) تحت سيطرة إسرائيلية مطلقة. عندما انهارت العملية وتحولت السلطة المؤقتة للمناطق المحتلة إلى منطقة جغرافـية منقسمة على الدوام ومكونة من عدة انشقاقات ومحظورات، ظهرت فجأة منطقة رابعة تقبع بين الحدود الأخرى كلها وتمتد بعرض الخط الذي يفصل كل منطقة عن الأخريات... هذا الخط الذي تبلغ سماكته أقل من مليمتر واحد على خريطة مقياسها 1:20،000، يبلغ عرضه على أرض الواقع 5.5 أمتار. يستطلع هذا العمل سماكة هذا الخط ويتبعه على حواف القرى والبلدات وعبر الحقول والبساتين والطرقات والحدائق والروضات والأسياج والشرفات والبيوت والمباني العامة، وعبر ملعب لكرة القدم ومسجد حتى يصل أخيراً إلى قلعة ضخمة بنيت حديثاً. وتقبع ضمن هذا الخط منطقة لا يحكمها قانون ... إنها عبارة عن منطقة خارجة عن القانون تجتذب كالدوامة كل القوى والمؤسسات والمنظمات والشخصيات المختلفة التي تتحرك داخلها وحولها. إن كانت سماكة الخط قد تصبح منطقة خارجة عن نطاق ترسيم الحدود، فلعل «كل ما بقي» من فلسطين سيصبح مكاناً هزيلاً لكن قوياً يؤوي التحولات السياسية المحتملة.

تعمل كل المساحات السياسية فـي فلسطين من خلال فراغات قانونية، وإذ يتقصى هذا العمل التضارب بين الخطوط الجيوسياسية والمساحة المنزلية للبيت والكائنة بين العمارة وفن رسم الجداول البيانية والممارسات القانونية، فإنه يطرح قضية قانونية تدعو لقيام عهد فوضوي من السيادة السياسية المستقلة ضمن هذا الخط. وانطلاقاً من هذه الفجوات الصغيرة فـي النظام الإقليمي، قد يتمزق أخيراً نظام التقسيم برمته.


2011

شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 10

شاركت بالانتاج مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع اليونسكو، مكتب بتير للمناظر الطبيعية وكلية القدس-بارد الشرفـية).

فريق العمل

(بحث: نيكولا بيروغيني
فـيديو: أمينة بيش
رسوم مصورة: سمير حارب