نظرة عامة

تدور مشاريع مروى أرسانيوس الأخيرة حول أسئلة تتعلق بعلم البيئة والنسوية والمنظمات الاجتماعية وبناء الأمم والحرب والصراع الاقتصادي، فهي تستكشف في فيلمها "من يخشى الأيديولوجية؟ الجزء 1" (2017)، بُنى الحكم الذاتي التي طورتها تجمعات النساء الكرديات المستقلات. شاركت الفنانة في مجموعات وورش قراءة مجتمعية بغرض إنتاج هذا الفيلم الذي يركز على المعرفة العملية والجهد المبذول في تجارب الحركة، في كيفية استخدام الفأس، وصيد الأسماك بعد أخذ دورة حياتها بعين الاعتبار، وسبل اتخاذ قرار حول قطع شجرة أو إبقائها، والتي من شأنها دفع الفرد إلى "العيش في ظل الجماعة". وتم في الفيلم استخدام استراتيجيات تعمل على تحويل الصورة إلى كلمات مكتوبة مثل فصل الصوت عن الصورة، إضافة إلى تعرية بنى الفيلم الوثائقي والتنظيم المتعمد للمعلومات. وعلى خلاف أفلام أخرى، يُحجم فيلم أرسانيوس عن تقديم شكل الشفافية السلسة أو تصوير "الأشياء على حقيقتها".

تقدم أرسانيوس في الفيلم الذي أنتج بتكليف من بينالي الشارقة 14 ويحمل عنوان "من يخشى الأيديولوجية؟ الجزء 2" (2019) إلى جانب أعمالها التركيبية المرافقة، بحيث تواصل بحوثها المتعلقة بقرية جينوار التي تقطنها النساء فقط في شمال سورية، وتوسع عملها ليشمل تعاونية زراعية تقع بالقرب من الحدود السورية في وادي البقاع اللبناني. ابتكرت التعاونية اللبنانية هيئة غير رسمية تشبه المنظمات غير الحكومية، وأضحت هذه الهيئة ملاذاً آمناً للاجئات السوريات. ومن خلال تشريح هذين المجتمعين، توسع الفنانة مجال استقصائها حول السبل التي عمدت فيها الحركة المستقلة في جينوار إلى إعادة تهيئة الأرض بعد العام 2011. وعبر نقد هيكلية السلطة من أعلاها إلى أسفلها والأيديولوجية الحزبية، تبادر دراسة أرسانيوس، المتمحورة حول المقاربات النسوية الرامية إلى إحداث تناغم بين الحياة الجماعية وبين الطبيعة والأجناس غير البشرية، إلى تقديم طريقة لإلغاء نظرية دور العقل البشري كفاعل أساسي في هذه العملية.

مواضيع ذات صلة

مروى أرسانيوس: أعمال متنوعة (2017-2019)

مروى أرسانيوس

مروة أرسانيوس فنانة ومخرجة وباحثة تعيد النظر في سياسة الشرق الأوسط لمنتصف القرن العشرين من منظور معاصر، مع التركيز بشكل خاص على العلاقات بين الجنسين، والتحضر، والتصنيع.