واحات

إفادةالفنان

استلهم هذا المشروع من معمار العريش التقليدي، وهي طريقة قديمة للبناء باستخدام سعف النخيل المجفف. والواحة تعتبر ظاهرة استثنائية في وسط الصحراء حيث تنساب المياه وتنمو النباتات نمواً متساوقاً. وهي أيضاً راسخة في ثلاثة من مشروعاتنا السابقة حيث قمنا بتطوير مبادئ سبق واختبرناها وأحلناها إلى موقع جديد ومجموعة جديدة من الظروف.

في عام 2005، أنشأنا حديقة مطوقة بين المكسيك والولايات المتحدة. وكانت حديقة ذات أسوار من أشجار النخيل استناداً إلى الواحة التي صادفناها في منطقة المعذب بالجزائر، وقمنا بغرسها في الصحراء الواقعة على الحدود الأمريكية المكسيكية. وفي عام 2008، قمنا بإحاطة الجناح البلجيكي، استعداداً لبينالي فينيسيا للعمارة، بجدار معدني لتحديد المساحة بهيكل مؤقت يبدو وكأنه دائم. وبعدها بعامين، قمنا بإنشاء مشروع آخر لبينالي فينيسيا المعماري تحت عنوان "فسطاط الحديقة" (7 غرف/21 منظور مما خلق إحساساً باللبس بين الحديقة ومساحة الفسطاط).

وبالنسبة لمشروع "واحات"، قمنا بغرس ثلاث واحات داخل منطقة الشارقة القديمة حيث بالإمكان حتى الآن العثور على بقايا من مخطط الشارع القديم للمدينة. وتملأ تلك الواحات فراغاً في المدينة التاريخية، مما أكد الطبيعية التي تشبه الأحجية للمنطقة. وفي الوقت نفسه، تظهر الواحات وكأنها حدائق أو ساحات تبرز للداخل تخفيها الشوارع والأبنية. ومن عدة أوجه فإن هذه البنى الجديدة مجرد نسخ معاصرة من إضافات العريش على حدود المدينة القديمة. تاريخياً هذه الحدود البسيطة كانت تضاف باستمرار لتحديد ساحة أو فضاء آخر مما يطمس الحدود ما بين الثابت والعارض. وينطبق على فساطيط الحديقة الجديدة التي قمنا بإنشائها من أجل بينالي الشارقة هذا المنطق في الحاضر حيث خلقنا مجموعة من الواحات للاستخدام العام.

وتتخذ الواحات الثلاث شكل حدائق من أشجار النخيل محاطة بجدار من الصلب المعشق. وأوحى كل موقع بحديقة مختلفة بعض الشيء. فالواحة الموجودة بالمسجد تحتوي على نبع للشرب، وتحاكي شكل أعمدة المسجد فتخلق نقطة موازية للجزء الداخلي منه. والواحة المقامة بالساحة تفصل المساحة المفتوحة إلى قطاعات أصغر. وبداخل تلك الواحة هناك مشرب للعصائر والشاي مما يعد تطوراً يعكس الاستخدام الحالي للساحة كملعب للأطفال وعائلاتهم. وتعتبر واحة الحديقة أقل الواحات انفتاحاً على العامة، حيث تفصل من بالداخل كلياً عن المدينة المحيطة بها. أقيمت تلك الواحة على شكل "حديقة للتحاور" حيث تحتوي على مساحة دائرية يحددها جدار داخلي من الخرسانة مع مجموعة من المقاعد التي تضمن إقامة حوار ودود ينعم أطرافه بالسريّة.


2013

شارك هذا المشروع في بينالي الشارقة 11

بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون