نظرة عامة

بوصفه فناناً وكاتباً وقيَّماً وأستاذاً جامعياً ومفكّراً، يستقي تشيو تشيجي أعماله الفنية من أفكار ومصادر فنية مختلفة، ابتداءً من الفن المعاصر مروراً بالتقاليد الصينية المتعلّقة بالرسم بالحبر الصيني وفن الخط الذي دأب على دراسته منذ كان يافعاً. ولعبت الاستقصاءات التي أجراها الفنان حول البحوث الاجتماعية والسياسية والفلسفية والمعرفية دوراً في تشكيل تجربة حياتية لـ "الفن الشامل"، وأداة لاقتراح "طريقة جديدة" عبر نقد الأعراف وإنشاء أنساب جديدة. وفي الأطروحة التي قدّمها عام 2012 حول "الحياة الشاملة"، يحث تشيجي على المراقبة الذاتية ويناقش كيف تبدو الأعراف والمعتقدات، التي غالباً ما تصنع تجسيدات ثقافية، قدرية وحتمية، عوض أن تكون من صنع الإنسان. ويعرّف الحقبة الحالية على أنها حقبة محكومة بتقسيم أساسي يفصل الشرف الفردي عن الالتزام الاجتماعي، كما أنه يستخلص الابتكار من الفن، والحياة من التعصب، والمدينة من الريف، والذات من الآخر. ويشخص تشيجي الخلل النفسي الذي تعاني منه هذه الحقبة كأحد أعراض مرضٍ روحي مميت.

يقدم تشيجي في بينالي الشارقة 14، مجموعة مختارة واسعة من الأعمال التي أنجزها عبر استخدام الطباعة بالألوان، إضافة إلى أعمال زخرفية معتمدة على الرسم بالحبر الصيني، ترسم خريطة للصلات واسعة النطاق التي تربط بين الجغرافية والتاريخ والثقافة. وتعمل هذه المجموعة المختارة من الخرائط، مثل "خريطة الألعاب: اعتدت أن أكون فاشلاً" (2016)، و"خريطة العواطف الإنسانية: كلاهما اليأس والأمل بركان خامد" (2016) و"خريطة القدر: حركة السماء نابضة بالحياة أبد الدهر" (2016)- على رسم خرائط للمناطق الجغرافية النفسية للوضع الإنساني، بينما تعمل مجموعة أخرى بجرأة وبغرابة على فحص الصلة بين نقاط التبادل والالتقاء التاريخية بين الصين والبلاد العربية. ويكشف كل هذا اهتمام تشيو بالمجهول، ويبرز اعتقاده بأنه يتوجب على الفن وبالتالي على الحياة تحمل عبء الخيال والانفتاح. ومن خلال التفكير عبر حدود فن الخط، يتخطى تشيو الانضباط نفسه (خريطة السيطرة والدراسة والاستيلاء)، وتضيء هذه الدراسات المرسومة بالحبر على نوافذ بديلة للتعلم حول الفعل الإنساني، إنتاجيته وتجلياته المتداخلة والمترابطة.

مواضيع ذات صلة

تشيو تشيجي: أعمال متعددة (2015-2019)

تشيو تشيجي

يستكشف تشيو تشيجي في نصه وممارسته الفنية القائمة على الخط، الصراع الخاص بتأكيد الذات والأسئلة الأساسية للوجود الإنساني.