راء كدلالة على الرنين (2019)

نظرة عامة

يطرح مشروع هو تزو نيان المتواصل "القاموس النقدي لجنوب شرق آسيا" (2012- حتى الآن) السؤال التالي: ما هو جنوب شرق آسيا؟ وبالمعنى الحديث، تم طرح المصطلح للمرة الأولى خلال الحرب العالمية الثانية في كتاب صدر عام 1941 وألفه الموظف الحكومي الاستعماري المولود في بريطانيا جون سندهيم فرنيفل. ورسم لورد ماونتباتن أول خريطة لهذه المنطقة ليقدم تصوراً لها كحقيقة جغرافية وذلك في عام 1944. ولم تخضع المنطقة لأي حاكم لحين اندلاع الحرب العالمية الثانية حينما تولى حكمها اليابانيون. ومن خلال التركيز على هذه "المنطقة" التي لم توحدها يوماً أي لغة أو دين أو بنية سياسية، يتكون العمل الفني "القاموس" من مدخل واحد لكل حرف من الأبجدية الإنجليزية، مشكلاً فكرة أو موضوعا متكرراً أو سيرة ذاتية لإعادة تخيل هذه المنطقة التي لم تكن منطقة واحدة.

يقدم نيان في بينالي الشارقة 14، أحدث إصدارات مشروعه " القاموس" والذي يحمل اسم "راء كدلالة على الرنين" (2019). ويعمل هذا العمل التركيبي المعتمد على الواقع الافتراضي على سبر آلة غونغ الموسيقية المستخدمة في جنوب شرق آسيا والتي تربط المجتمعات والأفراد من خلال موسيقا شعائرية تجسد كوناً مقدساً. ونظراً لحاجتها إلى مصادر جوهرية لإنتاج موسيقاها بما يجعلها محطّ إعجاب النخبة، تمّ ربط آلة الغونغ بالإمبراطورية والتطابق الاجتماعي منذ العصر البرونزي في جنوب شرق آسيا.

ويستكشف عالم هو تزو الافتراضي السمات المائعة واللزجة والمنصهرة للبرونز وقدرته على التحول. ويتأمل في التأثير المحتمل لآلة الغونغ من خلال سلسلة من المواضيع والمصطلحات التي تربط الآلة مع خصوصية المنطقة الاجتماعية والسياسية والبيئية. ويسبر أغوار الرنين، وليس السبب، الذي يلعب دور صلة وصل بين الذبذبات عوضاً عن خطوط المنطق. أخيراً، يتبع العمل مساراً إنسانياً للفضاءات المادية المتداخلة، ويستذكر الميكانيكية النظامية والاستعمارية للسلطة في هذا الجزء من العالم والتي تحول على نطاق واسع دون حدوث التعاضد ونشوء علاقات قائمة على الاحترام بين مجتمعاتها المتباينة بشكل شاسع.