نظرة عامة

كانت سميحة بيركسوي شخصية رائدة في المشهد الثقافي التركي، وسليلة عائلة فنية (والدتها رسامة ووالدها شاعر)، وهي رسامة رائدة وممثلة ومغنية أوبرا. بدأت بيركسوي مسيرتها الفنية في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، ولعبت العديد من الأدوار البارزة في دور الأوبرا والمسارح التركية والدولية. لعبت دور البطولة في توسكا (1941)، وهو أول إنتاج أوبرالي احترافي في تركيا، وفي فيلم "شوارع اسطنبول" (1931)، وهو أول فيلم ناطق لها. درست بيركسوي في أكاديمية الموسيقا في برلين، وتخرجت عام 1939، بعد أن استكملت دراستها وطوّرت مهارتها في الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في اسطنبول (1929)، كما تابعت اهتماماتها في الأداء والموسيقا في مدرسة دارولبيدادي للدراما ومعهد الموسيقا في اسطنبول. تتميز لوحاتها بأسلوب حر وحسّية عالية وقد بدا ذلك جلياً في تنقلاتها بين شتى الفنون. أمضت بيركسوي حياتها في الرسم والكتابة لحين وفاتها عام 2004.

تُعرض في بينالي الشارقة 14، مجموعة مختارة من لوحات بيركسوي في خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي بما يضيء على العلاقة المتبادلة بين الحياة والأداء، وتلك النظرة الوجودية على الزمن، المحاطة بحدود الولادة والموت، بما يضيء على أسلوبها البسيط لكن المفعم بالحيوية تجاه الوسيط، تشمل اللوحات الزيتية المعروضة "أمي تعزف العود" (1958) و"أمي الرسامة فاطمة صايمي" (1972)، التي تقدم تمثيلاً مباشراً وغير معقد لأمها، و"قصة الحب" (1968) عبارة عن بروتريه آثم ينقل ما يجول في الباطن المتحمس والبائس. في بورتريه آخر بعنوان "كاسر السلسلة" (1968)، تصوّر بيركسوي نفسها محاطة بتمائم، وشخصيتها المكبّلة تظهر وتنحسر في ثنايا خلفية داكنة، أو وفقاً للفنانة، بين الحيوان والإنسان. في حوارية مباشرة بين بورتريهاتها الشخصية، مع بورتريهات أكثر قتامة لأمها تراقبها، يحضر البعد الروحي في عرض هذه الأعمال.

مواضيع ذات صلة