نظرة عامة

يعود موسم "عروض الشارقة" إلى تقديم برنامجه، بعد أن جرى إيقافه تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرّض إلى عدوانٍ وحشيِّ من قبل جيش الاحتلال؛ حيث يواصل الموسم انطلاقته، اعتباراً من شهر يناير ويمتد حتى شهر فبراير 2024.. وقد جرى تعديل البرنامج، لتقديم ثمانية عروض أدائية معاصرة تُقام على مدى ما يزيد عن ست عشرة ليلة عرض.

يستهلّ البرنامج المعدّل عروضه، مع عرض نتائج ورشة عمل متخصصة للمحترفين (ماستر كلاس) في التمثيل، تقام تحت إشراف الممثلة والكاتبة المسرحية جليلة بكار، والتي تعتبر علامة بارزة في المسرح العربي، وبمشاركة ممثلين شباب من الشارقة ومنطقة الخليج العربي لقراءات من نصها الأول "البحث عن عايدة"، والذي تم تقديمه لأول مرة في بيروت عام 1998، بمناسبة مرور خمسين عاماً على ذكرى النكبة، كعرض لممثلة واحدة تشاركُ فيه الجمهور رحلة بحثها عن صديقتها الفلسطينية عايدة. وتتناول فيه من خلال علاقتهما مراحل المأساة الفلسطينية.
وفي نفس اليوم على مسرح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، تقدم فرقة تاو للرقص المعاصر عرضها والذي يحمل اسم "4"، ويتمحور العرض حول أربعة أجساد تنساب بقوة وحركات مدروسة، على نحو تترك الجمهور تحت تأثير حالة خاصة من التأمل.

ينتقل البرنامج إلى وسط مدينة الشارقة التاريخي، وتحديداً مبنى دار الندوة في ساحة الخط لتقديم عرض "تحولات 2" من إخراج الفنانة آسيا الجعايبي، بالاشتراك مع والدتها الممثلة جليلة بكار. ثم إلى ساحة بيت عبيد الشامسي، والذي يقدم فيها المخرج ومصمم الرقصات رضوان مريزيكا عرضه "ليبيا"، وهو مغامرة فنية مدهشة يشترك فيها مع الراقصين في استكشاف النظم المعرفية التي تناقلت عبر الأجيال للشعب الأمازيغي وساعدت في الحفاظ على اللغة والعادات على الرغم من آلاف السنوات من الغزو والاحتلال. ينتقل برنامج عروض الشارقة إلى مبنى الطبق الطائر ليستضيف عرض "العودة" للفنان ريان تابت، والذي يتتبع تاريخ تمثال على شكل رأس ثور من الرخام، اكتُشف أثناء التنقيب في معبد أشمون الفينيقي في عام 1967 في لبنان. ثم إلى معهد الشارقة للفنون المسرحية، حيث يقدم عرض "كورال الشبيبة" للفنانة المسرحية جوديت بوروتش والفنان التشكيلي بينس جيوروغي بالينكاس والمؤلف الموسيقي ماتيه تشيغيتي، والذي يتتبع بشكل فريد كيف تستخدم السياسة الفن والرياضة عبر العصور.

يعود برنامج عروض الشارقة إلي بيت السركال بساحة الفنون لتقديم تجربة فنية جديدة تحت اسم "ربما هنا"، بمشاركة العديد من فناني المسرح والتجهيز الفني الحي، وفناني الفيديو والشعراء والكتاب. وفي ساحة الخط، يختتم "عروض الشارقة" برنامجه بتقديم المخرج موهيت تاكالكار في عرضه "هونكارو" والذي يتألف من ثلاث قصص معاصرة، تتناول تجارب ومحناً إنسانية مختلفة يربط بينها جميعاً أهمية الأمل لاستمرار الحياة، والتي تبدو من دونه جحيماً لا يطاق.