تقام هذه الدورة تحت عنوان «تواشجات» وتقدم العديد من الحوارات والنقاشات والمحاضرات والورش وعروض الأداء، التي تعاين الأساليب والطرائق التعاونية وتعيد النظر في المقاربات الفنية والتقييمية الناشطة، التي يمكن أن تسهم في إعادة تشكيل دور الفن والفنانين في واقعنا الحالي، كما تستعرض أشكال التجمّع البديلة، على غرار منصات التعليم أو حركات الناشطين أو المراسلات أو المنشورات، والتي قد تكون بمثابة أدوات للعدالة الاجتماعية والتضامن والتعبئة السياسية.
وقالت الشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: «من خلال تركيزه على مشاركة المعرفة بين الفنانين والباحثين والطلاب والمنتجين الثقافيين، لطالما كان لقاء مارس على امتداد تاريخه منبراً للتجمع والنقاش والاستماع، وتعزيز التضامن بين مختلف المناطق، فضلاً عن دوره في تسليط الضوء على المجموعات التي تعمل ضمن المجتمعات، بهدف تعزيز العدالة الاجتماعية انطلاقاً من الممارسات التعاونية والمشتركة».

يدعو لقاء مارس 2024 المشاركين إلى إعادة تصور مستقبل أكثر شمولاً وإنصافاً، ويقوم على مبادئ الاستدامة والعيش الكريم، وذلك بالاعتماد على أشكال متعددة من الإنتاج الثقافي والمعرفي ضمن الممارسات التعاونية، طارحاً مجموعة من التساؤلات مثل: كيف يمكن للعمل التعاوني أن يعزز من مفاهيم التمثيل الفني الفاعل، لا سيما إبان الاضطرابات العالمية؟ وما هو دور مشاركة الموارد الفنية والثقافية في التعامل مع الهشاشة، وغياب الاستقرار، وتحفيز الحوار وتعزيز المساواة؟

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.