نظرة عامة

قدم معرض "مشروع مارس 2018" الذي افتتح في 29 سبتمبر ويستمر لغاية 10 يناير 2019، طيفاً واسعاً من الأعمال التي تم تكليف فنانين بإنجازها خلال برنامج الإقامة التعليمي السنوي لمؤسسة الشارقة للفنون.

ويستكشف الفنانون خلال الدورة الخامسة من المعرض قضايا التنمية الحضرية وتأثيرها على الثقافة المادية وغير المادية، بالإضافة إلى أسئلة متعلقة بالسرديات الاجتماعية والتاريخية في المنطقة. ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية تنوعت ما بين أعمال الفيديو، والتصوير، والنحت، والأعمال التركيبية، والتي تعرض في مواقع المؤسسة في ساحة المريجة، وساحة الخط.
يشارك في الدورة الخامسة من مشروع مارس كل من الفنانين: شيخة المزروع، ولينا بوي، وباريش غروسوز، وهند مزينة، وتوليب هزبر، وأيمن زيداني. ويعد مشروع مارس برنامج إقامة تعليمي يوفر فرصاً للفنانين من منطقةالخليج العربي وخارجها للبحث، بغية إنجاز أعمال ذات موقع محدد، وتقديمها من خلال سلسلة من الزيارات إلى الموقع، وعقد جلسات مناقشة.
وفي مقاربة لبعض الأعمال التي يقدمها "مشروع مارس 2018"، تحاول الفنانة لينا بوي من خلال عملها "جيد بالمطلق.. سيء بالمطلق" استكشاف فكرة "الوطن" وتجربة الإنسان على نطاق واسع في المناطق الحضرية سريعة التغييرات في حياة الفرد. وتأتي مناقشتها للفكرة على خلفية عمليات الإنتاج والبناء، والتبادل المستمر للسلع والمواد، والمدينة المتغيرة باستمرار على طول خطوط المياه في سايغون والشارقة.

بينما يشيد العمل التركيبي البحثي متعدد الوسائط "أيام الديسكو الأخيرة" للفنانتين هند مزينة وتوليب هزبر، بالمشهد الموسيقي والإعلامي في الفترة ما بين عامي 1970 في دولة الإمارات، مع التركيز على الشارقة في أوائل ومنتصف الثمانينات. ويهدف العمل التركيبي من خلال دراسة التأثير السابق لثقافة البوب الغربية على المنطقة وتأثيرها على الحاضر، إلى إطلاق حوارية تساهم في تفعيل ذاكرتنا الثقافية الجماعية.

كما تقدم الفنانة شيخة المزروع عملاً فنياً بعنوان "الوثائق المصبوبة"، يضم مجموعة من الأرواق المنحوتة والمصبوبة في حجم A4 كمجاز للوجستيات والأنظمة، باعتبار أن هذا الحجم دولي ويستخدم في الأعمال الورقية اليومية والمستندات والمحفوظات وسلاسل المعلومات. كما أنها تستدعي من خلال عملها الطابع الزمني كونها تشير إلى التاريخ العريق للنحت.

واستلهم الفنان باريش دوغروسوز الفيديو التركيبي "حالة راكدة" من قصة طيار في سلاح الجو الملكي من جنوب عُمان ضل طريقه خلال الحرب العالمية الثانية، وعثر عن طريق الصدفة على بلدة غير مأهولة بالسكان. وليكتشف لاحقاً أنها "أوبار"، وهي واحة مهمة على طريق البخور التجاري من المحيط الهندي إلى المشرق.

ويشارك الفنان أيمن زيداني بعمل تركيبي محدد الموقع بعنوان "تجمع غير بشري"، والذي يسمح للجماهير بمشاركة شغفه بالتجريب، والمواد الخام، والعمليات العلمية من خلال تجربة أحد أعماله قيد التنفيذ. حيث قام زيداني ببناء لوحة من الأعشاب والزهور والنباتات الأخرى الموجودة في أنحاء الشرق الأوسط، جنوب آسيا وشمال أفريقيا، والتي جمعها من سوق التوابل في الشارقة، ثم وضع النباتات بجوار مجتمع ميكروبي من الخميرة والبكتيريا من أجل إنتاج الأغشية الحيوية عن طريق عملية التخمير.