يتجلى الإبداع في رصد جوهر الوجود الإنساني، والعمل على ابتكار عوالم تخييلية موازية للواقع يمكن أن ترتقي بالراهن نحو استشراف مستقبل أكثر جمالاً ورحابة.. كما يمكن أن يتوغل أيضاً في غضون التجربة اليومية بانكساراتها وإشراقاتها، لصياغة مفاهيم جمالية جديدة. وقد اختار الفنانان اللبنانيان وصانعا الأفلام جوانا حاجي توما وخليل جريج أن يقدما صورة الواقع اللبناني إبان فترة الحرب وتداعياتها السردية والبصرية من خلال معرضهما "شمسان في المغيب" الذي تم افتتاحه 13 مارس الماضي في المباني الفنية لمؤسسة الشارقة للفنون ضمن فعاليات "برنامج الربيع" وبالتزامن مع لقاء مارس 2016. حيث قدم هذا المعرض النوعي لمحة عن مشاريعهم الفنية والسينمائية التي أنتجت منذ أواخر التسعينيات وحتى يومنا هذا، ويتضمن كذلك أعمالاً جديدة تم تكليفهما بها. ويقام هذا المعرض بالتعاون بين غاليري "جو دي بويم" في باريس، و"هاوس دير كونست" في ميونيخ. ومتحف "آيفام" في فالينسيا. وقيّم من قبل حور القاسمي، مارتا غيلي، آنا شنايدر، وخوسيه ميغيل ج. كورتيس.

استناداً إلى سياق بيروت والأحداث القريبة من حياتهما الشخصيّة، فإنّ أعمال الفنانَين والمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، تعكس تحقيقهما المستمرّ للتشبيهات والصّور والتاريخ. وبالاعتماد المحوري على البحث في ممارستهما، فإن كل مشروع يبدأ بفكرة تنمو وتتطور من خلال ما يواجهه الفنّان في مسيرته من مواد. يتمّ إعادة إحياء قصص وصورٍ من الماضي في الحاضر لخلق سرديات أدائية ذات نهايات مفتوحة، حيث يكون الحقيقة والخيال في تدفق دائم.


يقدم المعرض ولأول مرةٍ عملَيْ فيديو تم تكليف الفنانَين بهما لهذا المعرض وهما: "في ذكرى الضوء"، و"اسميرنا". كما يستعرض أعمالاً تم تكليف الفنانين بها أو تم إنتاجها لبيناليات الشارقة السابقة – "وجوه" (2009)، "ألبوم صور الرئيس" (2011) ومجسم "صاروخ أرز 4: إعادة إنشاء" (2011). بالإضافة إلى أعمال ورقية، وصور فوتوغرافية، ومنحوتات، وأعمال تجهيز وصوتية، من ضمنها العمل التركيبي الكبير الجديد "إشاعة العالم" (2014) ومشاريع مثل "دائرة الالتباس" (1997 – 2014) و"بطاقات بريدية من الحرب" (1997 – 2006) التي تدعوا الحضور إلى المشاركة الفعالة عبر أخذ أجزاء من العمل الفني.

برنامج الأفلام

يضم برنامج الأفلام المصاحب لمعرض "شمسان في المغيب" ستة أفلام كاملة وهي يوم آخر؛ بدي شوف؛ رماد؛ البيت الزهر؛ النادي اللبناني للصواريخ؛ والفيلم المفقود، والتي ستعرض في سينما سراب المدينة التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون بين مارس ومايو 2016. وسيعرض السبت المقبل فيلم "البيت الزهر" باللغة العربية مترجماً إلى الإنجليزية، حيث يستعرض الفيلم قصة قصر زهري اللون مهدد بالتعرض للإزالة ضمن حملة لإعادة التعمير ليحل محله مركز تجاري. يتم خلالها طرح القصص الشخصية لأولئك الذين يعيشون في البيت الزهري، مما يتيح بيئة ملائمة لظهور جروح وأحلام الفترة الغرائبية لما بعد الحرب.

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. ومنذ عام (2009)، تشكّلت المؤسسة على تاريخ التعاون والتبادل الثقافي الذي تزامن مع بينالي الشارقة منذ انطلاقته عام (1993). وتسعى مؤسسة الشارقة للفنون، من خلال العمل مع شركاء محليين ودوليين، إلى خلق فرص للفنانين وتفعيل الإنتاج الفني، من خلال المبادرات والبرامج الأساسية للمؤسسة التي تشمل بينالي الشارقة، لقاء مارس، برنامج الفنان المقيم، برنامج الإنتاج، المعارض، البحوث، الإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة، على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.


مؤسسة الشارقة للفنون
رجاء أمين
113 5444 6 971+
aagar@sharjahart.org

لتحميل البيان الصحفي يرجى الضغط هنا