نظرة عامة

يقام المعرض الاستقصائي الأول من نوعه للفنان السوري الأرمني المقيم في لندن هراير سركيسيان، أحد أبرز المصورين المفاهميين المعاصرين، في متحف بونيفانتن، ماستريخت، بعد عرضه في مؤسسة الشارقة للفنون وبونييه كونستال، ستوكهولم، ويستعرض "الوجه الآخر للصمت" طرقاً مختلفة لسرد التواريخ المتنازع عليها وتوزيعها بين الصور. يأخذ المعرض زوّاره في رحلة شاسعة إلى ساحات حلب واللاذقية ودمشق، وعبر السماء فوق تدمر والمناظر الطبيعية لمناطق مغطاة بالثلوج في أرمينيا المعاصرة. ويتضمن المعرض المقام في متحف بونيفانتن تكليفين جديدين للفنان، إضافة إلى العرض الأول لفيلم ثنائي القناة بعنوان "حلو وحامض" (2022)، إلى جانب مجموعة واسعة من أهم أعمال الفنان التي أنتجها خلال الخمس عشرة سنة الماضية، بما في ذلك الأعمال التي تُعرض لأول مرة في هذه الجولة.

خطى سركيسيان إلى عالم الفوتوغراف عبر بوابة استوديو التصوير الخاص بوالده «لون الحلم» في دمشق، ثم سافر إلى هولندا لدراسة الفنون البصرية حيث واصل التصوير الفوتوغرافي التناظري متخذاً منه وسيطاً رئيساً، ومختبراً لإمكانياته من خلال سعيه الدؤوب نحو استجلاء السرديات غير المرئية الماثلة في الصراعات العالقة.

وقد تطورت الصور الفوتوغرافية التي أنتجها سركيسيان باستخدام كاميرا ذات إطار كبير، وواصل إنتاجها على امتداد حياته، مجسدة انشغاله بدور «الصدفة» في التقاط سرديات متوارية، كما لو أنه منقّب آثار وقاص في آنٍ معاً، إضافة لعمله على توظيف الأساليب الفوتوغرافية في استحضار المناظر التي تكشف النقاب عن الصدمات التاريخية، حيث تعتمد أعماله على الذاكرة الفردية والجمعية، وتخوض في القصص التي تعجز السجلات والمصادر الرسمية عن روايتها، بما يتيح للمتفرج عبر مشاهد مصممة ومصاغة مسبقاً التفكير في الجوانب الشكلية للصورة، وتقييم احتمالات ما هو كامن تحت سطحها.

تطوّرت ممارسة سركيسيان خلال العقدين الماضيين لتشمل صور التحريك والنحت والصوت والأعمال التركيبية، ليخلق مشاهد حالمة تأملية حيناً، ومشاهد موت أحياناً أخرى، أو ربما مواقع خفت صوتها وغاب عن إطار الصورة ليتيح مساحة كافية للتنفس. يكشف "الوجه الآخر للصمت" عن استكشاف الفنان لتاريخ الاختفاء وهندسة العنف وقضايا مغيّبة في فجوات بعيدة عن السجلات الرسمية أو التاريخ.

يتضمن المعرض تكليفان رئيسيان هما عمل تركيبي فوتوغرافي بعنوان "شوهد آخر مرة" (2018-2021) بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون، و"حلو وحامض" (2022) بتكليف من متحف بونيفانتن، في حين يضم المعرض أيضاً طيفاً واسعاً من أبرز أعمال الفنان منذ 2006، بما في ذلك تصور جديد لعمل "غير منتهٍ" (2006) واستقصاء شخصي حول الإرث الأرمني في عمل "ما بين" (2006)، ناهيك عن عملين من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون هما "ساحات الإعدام" (2008) و"الرحلة الأخيرة" (2017-2019).

تهدف المواضيع الجمعية التي تميز المعرض إلى إفساح المجال لفضاء عاطفي احتوائي، حيث يعمد سركيسيان من خلال بناء إحساس تضامني تجاه الصدمات الجماعية إلى الدفاع عن شكل ما من أشكال العدالة الاجتماعية التي تتدارك اخفاقات التاريخ الرسمي الذي اعتاد الفشل في سرد قصص المحرومين.

أنتج بونييه كونستال ومنشورات لينز أول مونوغراف بحثي لسركيسيان وحرره د. عمر خليف ود. ثيودور رينغبورغ، ويتضمن مساهمات بحثية أصيلة من عدة كُتاب منهم ماريان هيرش (أستاذة في جامعة كولومبيا)، هانا فيلدمان (أستاذة مساعدة في جامعة نورث ويسترن)، تود ريسز (كاتب ومعماري) وفالي مهلوجي (قيّمة ومحللة نفسية). فضلاً عن ذلك، يشارك خليف في الكتاب بمقال رسم سياقات ممارسة الفنان، ونصاً استكشافياً لرينغبورغ، في حين كتبت المقدمة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، ورينغبورغ، وستيجن هوجتس. يتوفر الكتاب في المتاجر الثلاثة التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون في ساحة المريجة والطبق الطائر وساحة الفنون.

صورة للعمل الفني

عرض جميع الصور
 Image

 Image

 Image

إغلاق الصور
 Image

مواضيع ذات صلة

هراير سركيسيان: الوجه الآخر للصمت

هراير سركيسيان: الوجه الآخر للصمت

يقام المعرض الاستقصائي "الوجه الآخر للصمت"، الذي يعد الأول من نوعه للفنان السوري الأرمني المقيم في لندن هراير سركيسيان، أحد أبرز المصورين المفاهميين المعاصرين، لاستعراض طرق مختلفة لسرد التواريخ المتنازع عليها وتوزيعها بين الصور.