روي سماحه: أعمال مختارة

نظرة عامة

كمخرج وفنان، يعمل روي سماحة على سبر أغوار العلاقة اللاخطية بين الصور، والذاكرة والتاريخ، من خلال تجسيد التجارب. بدأ فيلم "رواسب" (2017) كرحلة من بيروت إلى إزمير على ساحل بحر إيجه التركي. من هناك، توجه سماحة شمالاً إلى قرية الميناء القديمة في منطقة شمال غرب البلاد، حيث استقل قارباً ليقله إلى مدينة ميتيليني اليونانية التليدة. يتحرى الفنان آثار رحلة موجات الهجرة المتعاقبة، متتبعاً طريق انتقال الناس من مناطق بحر إيجه والأناضول وجنوبي أوروبا إلى شرقي المتوسط ومصر. ثمة اعتقاد يراود المؤرخين مفاده أن انهيار ثقافة العصر البرونزي كان السبب وراء هذا الخروج، وهو حدث كان مباغتاً على الأرجح وصاخباً بالنسبة إلى أولئك الموجودين على كلا جانبي المتوسط. واليوم يطرح سماحة فكرة أن نهاية عصر الألومنيوم الذي نعيشه تقف شاهدة على الهجرات الجماعية التي سلكت هذه الطريق في الاتجاه المعاكس، كما لو أنها عودة إلى شواطئ الأجداد. وفيلم "رواسب" المأخوذ عن رحلة سماحة، يعد سلسلة يوميات بالصور المتحركة تتألف من أكثر من 85 صورة بنسق تبادل الرسوم (GIF)، وتقوم باستعراض لتواتر حركة المياه والناس والثقافات. وإلى جانب الفيديو، يقدم الفنان مقدمات مكتوبة من أسفاره إضافة إلى فقرات من ترجمة لكتاب "البرديات السحرية اليونانية"، تأليف هانز ديتر بيتز.

أما في "عائد" (2017)، فيعرض سماحة الحاجة الماسة إلى إنتاج الصور والرغبة في الأرشفة، فيما يضع في الاعتبار هشاشة كلتا المحاولتين. وفي رحلة بحرية من بيروت إلى عكار لزيارة الأهل، توقف سماحة محدقاً في المشهد، ووقعت عيناه على هاتف وقد أتت عليه عوامل التآكل بشدة، متخيلاً أنه وصل محمولاً بفعل التيارات الموسمية القوية للمتوسط. أثارت حالة الهاتف أفكاراً حول رحلة هذا الجهاز الطويلة مع المياه وكذلك الصور والرسائل النصية التي يرجح أن يكون مالك الهاتف السابق قد احتفظ بها. ورغم جهود الفنان المضنية فلم يكن بالإمكان استعادة أي شيء كان مخزناً عليه. وبالنسبة إلى سماحة، فإن هذه الأداة صارت بديلاً عن الذاكرة المجسدة للناس والأماكن والتجارب التي تشكل حياة. في مجموعة الصور، جرى تفكيك الجهاز إلى أجزائه الأولى، بما ينقل صورة من الاضطراب والتشويش الذي يذكرنا بالقوة السلسة للماء.

شارك هذا الشخص في بينالي الشارقة 13.