نظرة عامة
ستقدّم مؤسسة الشارقة للفنون في مارس 2018، معرضاً استعادياً لأعمال الفنانة زينب سديرة، يقام في ثلاثة من أروقة المؤسسة في ساحة المريجة. عاينت أعمال سديرة على مدى أكثر من 17 عاماً ومن خلال عدستها الشخصية على وجه الخصوص مفاهيم الأسرة، والتقاليد، والتاريخ الشفوي، والهجرة، وتناقل المعرفة عبر الأجيال. ورغم أن هذه القضايا أصبحت مؤخراً محور الاهتمام العام، إلا أن عمل الفنانة يؤكد على استمرارية وجود هذه القضايا على مر التاريخ.
للتعمق في فهم ممارسة سديرة الفنية وتطوراتها، سيقدّم المعرض عدداً من أعمالها المعروفة. يصور عملها "اللغة الأم" (2002) مشاق البحث عن لغة مشتركة لتبادل المعارف والخبرات عبر الزمان والمكان. ويعاين "زفير" (2006) مفهوم العودة، بينما يتمركز الفيديو متعدد القنوات "حارسات الصور" (2010) حول حوارات سديرة التي تتناول منظرو مصور شهير كرّس حياته لتوثيق الثورة الجزائرية. كما يضم المعرض أعمال فيديو نادرة مثل "نهاية الطريق" (2010) ومنحوتات وأعمال تركيبية حديثة.
يضم المعرض عملين جديدين تمّ تكليف الفنانة بهما إلى جانب بعض أعمالها السابقة. تركز سديرة في عملها التركيبي "قصة حطام السفينة" على قوارب "الداو" الخشبية التي سهّلت التجارة من داخل وخارج منطقة الخليج العربي وتعاين كيفية تشكّل الأماكن من خلال تنقّل البشر والبضائع والثقافات عبر البحر. في فيلم "شؤون جوية"، تتأمل سديرة إمارة الشارقة من خلال مطار الخطوط الجوية الإمبريالية البريطانية (بي.آي.إيه). ويعد هذا المطار الأول في منطقة الخليج العربي، وقد أنشئ في منطقة المحطة في إمارة الشارقة في أكتوبر من عام 1932 كمحطة توقف لفترة قصيرة تندرج ضمن الخدمة الهندية لخطوط (بي.آي.إيه) المتوجهة من لندن إلى كراتشي، لتعيد سديرة - كنقطة انطلاق للعمل الفني- رسم المسار التاريخي للخطوط الجوية وإنتاج رحلة مصورة باستخدام وثائقيات رحلتها. أما عملها الجديد الثالث، أما عملها الجديد، "ضحك في الجحيم"، فهو امتدادٌ لانشغالات سديرة منذ زمن طويل في تقاليد التاريخ الشفوي، وبشكل أعمق في نقل المعرفة بصيغة أدائية عبر الأجيال، ويعتبر معاينة للفكاهة المظلمة التي ظهرت خلال فترة "العشرية السوداء" في الجزائر (1991 - 2001)، وهي حرب داخلية أسفرت عن مقتل أكثر من 200 ألف إنسان، ويقارب هذا العمل كيفية توظيف النكتة كوسيلة لاستيعاب الصدمة العاطفية داخل المجتمع. وليمسي الضحك في مواجهة العنف المتواصل مسكناً، وشكلاً من أشكال المقاومة السياسية والروحية.
المعرض من تقييم حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون.
قصص غارقة
زينب سديرة
2018
عمل تركيبي مكون من عدة أغراض (6 قوارب خشبية، راتنج، فولاذ مقاوم للصدأ وقضبان حديدية)، أبعاد مختلفة. بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون
مواضيع ذات صلة
زينب سديرة
حتى عام (2004)، ظلّ عمل زينب سديرة الفني يحاكي قضايا تخص اللغة ورواية القصص باستخدام التصوير الفوتوغرافي والفيديو.