نظرة عامة
يستكشف عمل توان أندرو نغوين الأفكار التي تدور حول الاغتراب، ويسلط الضوء على السبل التي من خلالها تفسح تجربته المجال أمام المخيال لإضفاء معنى جديد على القصص السائدة المتعلقة بحركات الاستقلال والغربة والمستعمرين الغربيين وغير الغربيين.
ويعد عمله الفني "طيف أسلاف يرتقون" (2019) عمل فيديو تركيبي رباعي القنوات، يلقي نظرة عن كثب على رعايا الاستعمار الفرنسي المعروفين باسم "الرماة السنغاليين" و "رماة الهند الصينية الماهرون" ممن خاضوا حروباً في صفوف الجيش الفرنسي حتى أواسط القرن العشرين. وكان الجنود السنغاليون من بين القوات التي تم نشرها في الهند الصينية لمحاربة الثورة الفيتنامية المناهضة للحكم الفرنسي، وأثناء الحرب وعقب هزيمة فرنسا في معركة ديان بيان فو (عندما أعلن فرانز فانون عن بداية أفول نجم الأمبراطورية الفرنسية)، هاجرت المئات من النسوة الفيتناميات مع أطفالهن إلى غرب أفريقيا بصحبة أزواجهن السنغاليين الذين تمركزوا في الهند الصينية، وهجر العديد من الجنود الآخرين زوجاتهم وأخذوا معهم فقط أطفالهم، بينما أخذ آخرون أطفالاً من أصول مختلفة أو أطفالاً فيتناميين لم يكونوا من صلبهم ليترعرعوا في السنغال، وعمدوا إلى قطع أي صلة لهؤلاء الأطفال مع جذورهم.
وانصبّ اهتمام نغوين على موضوعات متعلقة بالرماة السنغاليين الذين انشقوا وانضموا إلى صفوف الجنود الفيتناميين الثوريين. لكن عوض العثور على قصص تدور حول التضامن والتعاضد، واجه نغوين إرث الانحياز الاستعماري، الذي تلعب فيه السلطة على حبال العلاقات المعقدة القائمة بين المواطنين الأصليين للاستعمار وأبنائهم، وتتسم هذه العلاقات بالتعقيد بفعل الاختلاف بينهم من حيث لون البشرة والطبقات الاجتماعية والمعتقدات. ويتيح عمل نغوين المجال أمام ثلاثة من الأحفاد السنغاليين الفيتناميين للجنود السنغاليين تخيل مشاهد تعتمد على رغبتهم في إحياء الماضي وإعادة فحص العلاقات التي تحدد حياتهم حتى يومنا هذا. ومن خلال تصوير وعيهم حول الدور الذي لعبته أسفار أسلافهم والجذور الثقافية في تفريق شملهم (على نحوٍ ميتافيزيقي) للأبد، تكشف المحادثات المتخيلة التي أجروها مع وبين أهلهم أو أجدادهم الستار عن رغبات متقاربة الطيف تنشد النسيان والتذكر في آنٍ معاً. وبوصفهم رواة وممثلين، يتحدث الأبناء ويجسدون الوعي التاريخي الذي يتحدى مفاهيم المجتمعات المتحررة من رزح الاستعمار.
مواضيع ذات صلة
بينالي الشارقة 14
بينالي الشارقة 14
خارج السياق
توان أندرو نغوين
تستكشف أعمال توان أندرو نغوين التي تشتمل على الفيديو، والنحت، والأداء، والأعمال التركيبية، استراتيجيات المقاومة السياسية عبر طقوس صنع الأشياء التي تأتي في سياق تعمل فيه كدليل وتعبير عن الإخلاص، وتأثير هذه الممارسات في سياق الاستعمار.