• كلمة القيمة

    قام إيزابيل كارلوس بتقييم عنصر الفنون البصرية لبينالي الشارقة 2009. وتمّ عرض أعمال الفنانين الأربعة والستين كجزء من هذا العرض.

    بيان التقييم
    السعي لتحقيق السعادة هو دافع مهم لانتقال البشرية من مكان إلى آخر. وفي هذه الانتقالات هناك دور رئيسي لمفاهيم اليوتوبيا أي المدينة الفاضلة والمستقبل، التي غالباً ما يتم بناء خيالاتها من خلال السرد تارة والوعود تارة أخرى.

    وبدافع من هذه الخيالات القصصية، نجد الناس في يومنا هذا في دوامة من السعي الدائم وراء المزيد، ذلك بالاضافة إلى توقٍ حريص لتحقيق المكانة المرموقة، والمكاسب المادية، والمظاهر الاجتماعية، ونيل الشهرة- في تجسيد صريح لحالة عقلية يدعوها جيمس اوليفر بـ"الأفلونزا" وهو مصطلح قام بصياغته للتعبير عن المرض النفسي الذي ابتلى بد القرن الواحد والعشرين، ويجمع هذا الاصطلاح بين كلمتي 'affluence' أي 'الوفرة' أو الغنى و 'influenza' أي مرض 'الانفلونزا.'

    تعدّ إمارة الشارقة نقطة التقاء الجغرافية والثقافة حيث يثار مفهوم 'المستقبل'، وذلك لموقعها على مفترق الطرق في عالم سريع التحوّل والتبدّل، أو بالأحرى عالم آخذ بالانحسار والتلاشي، مع كل المفاهيم الاقتصادية والثقافية حديثة النشأة.‘ يعدّ ”احتمالات لزمن مقبل” فضاء انتاج وتطوير الأعمال الفنية ضمن سياق إمارة الشارقة، بدلاً من أن يكون مجرد 'استيراد' لمجموعة مختارة من الأعمال من جميع أنحاء العالم.

    ويركز المشروع على الفنانين الذين يعملون ضمن مفاهيم الهجرة والسفر، والسرد والذاكرة والخيال والتاريخ، والهروب والمنفى، وينتجون أعمال ذات أبعاد ملموسة ومادية، أعمال تعبر عن المرور والعبور. من ناحية فنية بحتة، لقد بحثنا عن أعمال يمثل فيها الانجراف فكرة رئيسية؛ أعمال تبنى على شيء موجود أصلاً لبناء شيء آخر، شيء مختلف؛ الأعمال التي تغير النظرة والمفهوم للمادة التي هي نقطة البداية. والفكرة هي تفكيك الصورة ، التفكك والانحراف من مصدر دعم إلى آخر، من لغة إلى أخرى، من زمن لآخر، ومن سياق إلى آخر، وكيف يكون لكل من هذه التفكيكات معاني جديدة. بناء المستقبل يعتمد على ترسبات الماضي والحاضر، والفن هو مثال واضح على تطبيق هذا المبدأ.

    ومحور رئيسي آخر، هو وجود عدد أقل من الفنانين والمزيد من الأعمال لكل منهم: ينبغي أن يتمكن المشاهدين من 'الغوص' بعمق في أسبار كون كل فنان ليجمعوا من أعمالهم كل ما يجدونه متعلقاً بوجودهم. بينالي الشارقة 9 تقترح وقفة للتأمل وتخزين الأحكام.



    إيزابيل كارلوس، مقيّمة

    بينالي الشارقة 9

  • كلمة القيم

    قام طارق أبو الفتوح بتقييم أداء وبرنامج الفيلم لبينالي الشارقة 2009. وتمّ تقديم أعمال أربعة وعشرين فنان وممارس للفن ضمن هذا البرنامج.

    يعتبر برنامج “ماضي الأيام الآتية” ذاته وسيط بين الأيديولوجيات، والظروف والأطر الثقافية المختلفة التي تكوّن الجو العام للفنون والثقافة في الشارقة. كما ينطوي “ماضي الأيام الآتية” ضمن الحدود التي تشاركها مختلف الجماعات الثقافية والفنية والاجتماعية في الشارقة. ضمن العملية الفعلية للعمل 'فيما بين' و 'عبر' الحدود الذهنية، ويسعى البرنامج إلى تسليط الضوء على القدرات الحالية واحتمالات المستقبل في مجال الفن في الشارقة.

    مع إلحاح بينالي الشارقة لاعادة النظر في الفرضية التي يقوم عليها اطلاق فعاليات البينالي، يقترح “ماضي الأيام الآتية” عملية إعادة نظر تبدأ مع محاولة فك شيفرة مجموعة الرموز والخيوط الاقتصادية-الاجتماعية والنظرية المتشابكة التي باتت تدل على ما يعرف بالفن المعاصر في يومنا هذا. يحاول البرنامج فك عقد مفهوم الفن المعاصر من خلال المناورة بين حدود المجتمعات الفنية المختلفة في الشارقة، بالاضافة إلى الممارسات المختلفة التي يتم تعريفها بالمجمل بالشعبية والتقليدية والتقدمية. وبالتالي، يمكن اعتبار البرنامج كتدفق لإمكانيات علائقية بين مكونات مختلفة بدلاً من عرض لعلاقاتها المحددة مسبقاً.

    يسلط البرنامج الضوء على الإنتاج الفني الذي يشمل مجموعة واسعة من الوسائط، والمواقف الاجتماعية-السياسية، ووجهات النظر الحرجة -- الأعمال والمشاريع الفنية التي تذهب إلى ما يتعدى الوسط والمجال عوضاُ عن التركيز على الوسط والمجال. يقوم برنامج “ماضي الأيام الآتية” باكتشاف الأبعاد التي تقع بين السينما الشعبية، والفنر الجرافيكي والرسم والهندسة المعمارية، والفنون الشعبية، والمسرح الكلاسيكي و'الفن المعاصر‘. يتم هذا من خلال عرض هذه الأعمال ضمن التضاريس الفنية لإمارة الشارقة وتنويع المواقع والمؤسسات التي تمكّن المشاهدين من المشاركة والتفعال معهم. ويأمل البرنامج من خلال هذا تشجيع النقاش حول كيفية تبادل القيم والأفكار والجماليات ما بين هذه الأشكال الفنية و'الفن المعاصر' بالاضافة إلى تشجيح إمكانيات التبادل في المستقبل.

    الطبيعة العابرة للحدود لبرنامج “ماضي الأيام الآتية” يؤكد على أهمية التعاون والتفاهم المتبادل الذي يضع النقاش في جوهر الممارسة المعاصرة. وبناء عليه، فلم يكن بالإمكان أن يتحقق هذا البرنامج من دون تعاون جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وأيام مسرح الشارقة، ومجموعة مسارح الشارقة، ودائرة التصميم والعمارة في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ومجتمع التصميم الغارفيكي في الشارقة، شركة جراند سينما، وموزعي أفلام بوليوود في دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرهم.

    طارق أبو الفتوح

    ملاحظات
    1. العنوان هو إشارة إلى مجموعة قصائد أونسي الحاج التي تحمل نفس الاسم
    2. فيما يتعدى المراجع التقنية، ممكن تعريف 'الواجهة' بأنها ' شيء أو ظرف من الظروف التي تساعد العناصر المنفصلة أو غير المتوافقة على التناسق.' أو 'الحدود المشتركة أو التواصل بين النظم أو المعدات، أو المفاهيم أو البشر.'
    مقتطفات من “ماضي الأيام الآتية”، والكتاب المصاحب لفيلم البينالي وبرنامج الأداء.

  • جائزة بينالي الشارقة 9

    استلم خمسة فنانين جائزة بينالي الشارقة التاسع وهم كامب, حمرة عباس, بسمة الشريف, هاريس ايبامينودا و مهى مأمون من قبل لجنة حكام مكونة من القيم باولو كولومبو وصلاح حسن ويوتي ميتا بوير.